الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
تحدتنا نيجيريا وكسبت التحدي
كان مدرب نيجيريا علي حق.. ما أن وصل إلي السنغال حتي صرح في المطار أن مباريات هذه المجموعة وما بعدها من مباريات المربع الذهبي مجرد مباريات تجريبية حية لمباريات أوليمبياد ريو دي جانيرو!!! منتهي الثقة والاعتزاز بالنفس والشعور بالقوة.. وعندما قرأ المدرب تصريحات الأخ البدري رد عليه بأن علي مصر أن تنسي ماضيها وتنسي حكاية الزعامة القديمة!! وأيضا معه حق!!!
هذه العنجهية والكلام البعيد عن "آداب الرياضة" وتواضع البطل - لو كان بطلا.. جعلت الناس تشاهد مباراة نيجيريا - الجزائر وهي تتمني فوز الجزائر علي الأقل الجزائر المسلمة تتكلم العربية رغم أن اللغة الفرنسية طاغية في شمال أفريقيا!!! لطول الاستعمار!!!
المهم كانت المباراة مخيبة للمشاهدين.. ليس فقط لفوز نيجيريا "2-1" ولكن لأن المباراة لم تكن تستحق أساسا المشاهدة!!! ثم ضياع ضربة جزاء من الجزائر في وقت قاتل.. واستهتار من الفريق كله باعتبار أنه حقق أمله في الوصول إلي الأوليمبياد لثاني مرة.
***
نعود إلي الإخفاقات المستمرة للعبة الشعبية التي يعشقها الجمهور وما يقابلها من بجاحة وعدم الشعور بأية مسئولية واتهام الغير بالتقصير وهم أصلا المقصرون الذين لا يفعلون شيئا!!!
مع التفرغ للصراع المستمر علي المكاسب المادية والمعنوية!!! ويضيع الوقت رغم أن أمامنا تحدي أفريقي آخر وهو الوصول إلي المونديال كأقل تعويض عن الأوليمبياد.. ولا أدري لماذا ستظل الرياضة بلا عمل ثوري جذري يشعر الناس به.. لقد بدأنا "جمهورية ثالثة"!!! ومع ذلك نفس الروتين منذ ستين عاما!!!
***
لابد من إعادة النظر في مراكز الشباب.. وسبق أن كتبت فكرة بيع أراضي مراكز الشباب المنتشرة في المحافظات المختلفة وبأسعارها ممكن علي طول مجري النيل العظيم أمام مدن الصعيد وقراها تتم زراعة.. مجرد زراعة مئات الفدادين بالبساط الأخضر لكي تكون ملاعب لأهل هذه المدن والقري.. وهذا سيكون نواة الوادي الجديد الموازي الذي يحلم به فاروق الباز ونحن أيضا نحلم به.
الرياضة تحتاج لمشروعات ضخمة غير عادية لبناء قاعدة شبابية ضخمة مثل معظم دول أفريقيا!!!
مراكز الشباب هي تعويض لكل أفراد الشعب عن الالتحاق بالأندية التي أصبح دخول الجنة أسهل من الانتساب لها.
هذه المراكز تقفل أبوابها لغير أعضائها الذين يدفعون أيضا الكثير ليأخذها أعضاء مجلس الإدارة.
سألني كثيرون:
- من أين تصرف هذه المراكز؟؟
- هناك إعانة سنوية لكل مركز وهناك ميزانية لإدارة الشباب والرياضة في كل محافظة للصرف علي هذه المراكز.. يدير المركز موظف تابع للإدارة لا يتحكم في أي طفل أو شاب يريد أن يمارس هوايته.. وهناك آلاف من خريجي كليات التربية الرياضية العاطلين عن العمل ممكن تعيينهم في هذه المراكز بدلا من أعضاء مجالس الإدارات المحاطين بكل الشبهات علي حساب "الغرض الرئيسي" لهذه المراكز.. وهو انطلاق أطفال المدارس وشباب الجامعات في الهواء الطلق ليمارسوا الرياضة التي يعشقونها!!! تعالوا ننطلق في الصحراء!!! ولكن تقول لمين؟
***
زهقت من الكلام المعاد.. حتي سخرية مدرب نيجيريا بنا لم تحرك أي وطني يحب بلده.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف