علاء عريبى
رؤى قوة دولية لمحاربة الإرهاب
أخيرا بدأت البلدان العربية، بما فيها مصر، تفكر وتخطط بشكل علمى لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، فقد أعلن أول أمس الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد ووزير الدفاع فى المملكة العربية السعودية، ما سبق واقترحناه فى مقالات عدة هنا على الحكومة المصرية منذ شهور، وهو إنشاء تحالف دولى لمحاربة الإرهاب بشكل عام، أكد في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية: إن كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد، في حين أن المنظمة الإرهابية تعمل تحت قيادة واحدة، وقال: إن التحالف سيطور محاربة الإرهاب فكريا، وسيحارب كل المنظمات الإرهابية وليس «داعش» فقط، حيث إن الإرهاب منتشر في عدة دول وتتطلب مكافحته جهودا كبيرة. وأكد البيان أنه تم تشكيل تحالف إسلامي عسكري مؤلف من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، ومقره الرياض، وقد شارك فى التحالف: مصر والأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا ، فلسطين، جزر القمر، قطر، كوت دي فوار، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن»، ولم يشر البيان السعودى إلى انضمام بعض البلدان الأوروبية، ونظن أن المملكة تجرى اتصالاتها مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، بشأن الانضمام لهذا التحالف الدولى، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التى ترفع راية الدين.
والحقيقة أن هذا المطلب، سبق وكتبت عنه أكثر من مرة، واقترحت على الحكومة المصرية العمل على تشكيل قوة دولية لمحاربة الإرهاب، وقلت: إن الجماعات الإرهابية ليست فى البلدان العربية فحسب، بل أصبحت متواجدة فى البلدان الإفريقية والأوروبية، وأن قيام كل دولة على حدة بمواجهة الجماعات المتطرفة التى تتواجد على أراضيها لن يقضى على الجماعات الإرهابية بشكل عام، لأن من تقضى عليهم اليوم لهم أخوة وزملاء فى جماعة أخرى بمسمى آخر فى بلد آخر، لذا من الأفضل أن تتوحد هذه البلدان وتشكل قوة دولية، تساهم فيها بعض البلدان الأوروبية، لمحاربة الجماعات المتطرفة فى أى بلد عربى أو إفريقي أو أوروبي، وذكرت فى المقالات أسماء بعض الجماعات، مثل بوكو حرام، والأولاد، وجبهة النصرة، والقاعدة، وداعش، وولاية سيناء، والشباب، وأبوسياف، وأنصار الشريعة، وطالبان، وإمارة القوقاز، والقاعدة فى المغرب الإسلامي، وأنصار التوحيد، وغيرها من الجماعات، مذكرا بأنها جميعا جماعة واحدة تؤمن بأفكار واحدة، وأن أعضاءها وقيادتها على اتصال مباشر ببعضهم البعض، ومن يفر من جبهة النصرة يلتحق بالأولاد أو يقاتل فى صفوف بوكو حرام أو القاعدة أو داعش.
وقبل أيام كررت نفس الدعوة والاقتراح بمناسبة اختيار مصر لرئاسة لجنة الإرهاب بمجلس الأمن، وطالبت الحكومة المصرية بأن تستغل هذه المناسبة لتشكيل هذه القوة، وإنشاء قاعدة بيانات أو معلومات دولية عن الإرهاب والإرهابيين، يتضمن جميع المعلومات الخاصة بالجماعات والتنظيمات والأعضاء فيها، وكذلك خريطة للمواقع التى تنتشر بها، والحوادت التى وقعت، واقترحت أن تشمل قاعدة البيانات صوراً وبصمات «صوت، وعين، ويد» الأعضاء وسيرهم الذاتية، فهل ستعمل مصر على إنشاء قاعدة البيانات؟، وهل ستواجه القوة الدولية الجماعات المتطرفة فى مصر، والصومال، والعراق، والسعودية، ونيجيريا، ومالى، وليبيا، والجزائر، وتونس، والفلبين، وداغستان، والشيشان، وأنغوشيا، وأوسيتيا الشمالية، والهند، وأفغانستان؟.