مرسى عطا الله
ماذا كان ينتظرنا لولا حكمة طنطاوى.. وجسارة السيسى !
لو كانت البطولة والوطنية والثورية مرادفا ? ضروريا ومنطقيا? لكلمة «لا» لما كانت هناك معضلة تعرقل أحلام التغيير والتطور والحداثة التى تراود شعوبا كثيرة فإنها قطار التقدم وأصبحت خارج العصر.
أقول ذلك لأن من رفعوا رايات الإصلاح باسم الربيع العربى لم يمتلكوا فى أيديهم من أوراق ورؤى سوى التحصين بكلمة «لا» رفضا لكل شيء وانقلابا على أى شيء إلى حد التجنى على الماضى والحاضر معا.
وبدلا من أن ينصرف حلم التغيير والإصلاح إلى السعى نحو بناء «شارع سياسي» ناضج لديه القدرة على طرح الخيارات والبدائل التى تكفل النهوض إذا بنا أمام اندفاعات عشوائية تستهدف فرض «سياسة الشارع» والتى تعنى عدم الاحتكام للعقل والمنطق فى إدارة شئون الدولة فالمهم هو تلبية المطالب الفئوية بصرف النظر عما إذا كانت هناك قدرة اقتصادية متوفرة أم لا!
وفى ظل هذه الأجواء المنفلتة بدأنا نسمع عن مسمى «المليونيات» كمرادف طبيعى لفرض «سياسة الشارع» التى تحركها مجموعات أطلقت على نفسها اسم «النشطاء السياسيين» لتصنع من نفسها كيانات داخل مؤسسات الدولة وتستبيح لنفسها حق إهانة من تشاء وإدانة من تشاء والسعى لفرض قيم وسلوكيات غربية لا يحترم فيها الولد أباه ولا يوقر التلميذ أستاذه ولا يأبه المرؤوس برئيسه فى العمل.
ليست القضية إذن هل أنت مع 25 يناير أم ضدها، وإنما القضية هى ما آلت إليه أوضاع البلاد بعدها وكيف يمكن لنا أن نستفيد من الدروس الصعبة التى واجهناها ونجحنا فى عبور موانعها بفضل الله أولا وبفضل التلاحم المذهل بين الشعب وقواته المسلحة التى قام على شئونها رجال أوفياء حفظوا الأمانة وأدوا الرسالة سواء خلال فترة تحمل المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرجل الحكيم المشير طنطاوى مسئولية إدارة شئون البلاد بعد 11 فبراير 2011 أو بقرارات 3 يوليو 2013 المعبرة عن جماهير ثورة 30 يونيو بقيادة المشير الجسور عبدالفتاح السيسى فى ذلك الوقت.
ما حدث فى 25 يناير 2011 لم يكن غريبا ولا مفاجئا ولكن التداعيات السلبية الناجمة عن إحلال «سياسة الشارع» كبديل للشارع السياسى هى الدرس الأهم المستفاد حاضرا ومستقبلا!
خير الكلام :
<< وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدى المساويء!