لن تنهض الرياضة المصرية من عثرتها.. وستظل عاجزة عن استرداد مكانتها وريادتها.. طالما هناك من يوقظ الفتنة. ويشق الصف. ويروي جذور الوقيعة.. بالآراء الخبيثة. والأفكار السوداء. والتقييمات التي تعتمد علي الهوي والغرض والمآرب الشخصية.
أكثر من يقود حملات ¢الفرقة والانقسام¢.. ¢الثنائي اللدود¢.. فعلي الرغم من عدائهما الشديد لبعضهما البعض.. وتبادلهما للتشاحن والاسقاطات.. ومع ذلك اتفقا علي الوسيلة والهدف وشاركا في تأجيج الصراعات. ونثر بذور الألتهاب. وتوجيه الانتقادات يمينا ويسارا بلا سند أو دليل.. لكثير من الرموز الرياضية.
أخفق ¢الأول¢.. في لفت الأنظار إليه كلاعب متميز.. لكن اشتهر كمشاغب يضرب الروح الرياضية بسلوكياته العدائية ويسب الحكام بأقذع الألفاظ.. وجانبه النجاح كإعلامي مرموق... لكن نبغ وتفوق في تعميق الخلافات.. وإثارة المشاكل بين أكبر ناديين في مصر.. وتخصص في مهاجمة النادي المنافس لانتمائه سواء بسبب أو من غير.
يكفي أنه صار متحدثا رسميا باسم المتعصبين ضد اللون الأحمر.. ووصل به الأمر إلي إثارة غضب الجماهير البيضاء مطالبا إياهم بمقاطعة إحدي الشركات لأنها ضمت قائمة الرعاة للنادي المنافس... كما تمادي واختزل أسباب خروج المنتخب الأوليمبي في تخاذل لاعب سبق ووقف علي الكرة.. وكم من وقائع تؤكد تحامله وعدائيته.. وتوضح إصراره علي عدم اتباع الحيادية والموضوعية في تقييمه للأحداث.
أما ¢الثاني¢.. فلا يشغل باله إلا النيل من المتصدرين للعمل الرياضي التطوعي.. بداية من مجلس الأهلي الذي يناصبه العداء نظرا لأنه لم يتخذ منه مستشارا.. أو يعتمد عليه في منظومته الإعلامية.. كما شن حملة شعواء ضد اتحاد الكرة.. ورغم الاعتراف بأحقيته في الهجوم عليه.. إلا أن الهدف لم يكن مجردا من الهوي.. بل كان لصالح أحد المرشحين والساعين لقيادة أمور الكرة المصرية في المرحلة القادمة.. ومن أكبر دلائل ازدواجيته في النقد.. هجومه الشديد علي حفل الأهلي الأخير رغم إشادة الجميع بحسن التنظيم.. وعاب علي نفس المجلس استيراد ملابس من تركيا.. وغض الطرف عن مهاجمة رياضيين كبار أمضوا إجازاتهم في اسطنبول.. بالإضافة إلي أنه طالب ونصح مهددا أحد المرشحين بعدم خوض الانتخابات.. في الوقت الذي يساند ويؤيد المنافس.. مع أن الاثنين من ¢عينة واحدة¢.
دائما يري في نفسه الأعلي فكرا. والأكثر فهما.. لا أحد يعرف الصواب من الخطأ سواه.. لا يوجدغيره يستطيع أن يعدل ¢المايلة¢.. ويحدث النهضة.. لاهم له سوي تشويه الإنجازات. وتسفيه النجاحات.. مادام صانعوها خارج دائرة رضاه.
الأمر لا يقتصر علي ¢الثنائي¢ في صناعة الفتنة.. وإنما هناك صحفيون وإعلاميون يأمرون بما لا يفعلون.. والنتيجة ان تظل الساحة فوق صفيح ساخن.. مهددة دائما بوقوع المآسي والكوارث... وإذا لم يصدر ميثاق شرف.. يرتب الأوضاع. ويصحح الأخطاء.. ويتصدي للتجاوزات والانفلات.. ويلفظ أي ¢مغرض¢.. ويبتر كل ¢متعصب¢.. فلن تعود الحياة للملاعب.. ولا الجماهير للمدرجات.. وستتواري الأخلاق ¢السمحة¢. والمبادئ والأعراف النبيلة.. وتبقي فقط ¢الاطلال¢.. شاهدة علي انهيار الرياضة المصرية.