الجمهورية
طارق الأدور
البدري أخطأ.. فأضاع اسمه
حسام البدري.. اسم لامع بين المدربين المصريين علي مدي السنوات الأخيرة ولكنه تحول إلي حديث الساعة في الوقت الحالي بعد خروج المنتخب الأوليمبي من تصفيات دورة ريو دي جانيرو 2016 بعد أن ناله من سهام النقد الكثير مما لم يتعرض له من قبل طوال مشواره التدريبي.
والحقيقة التي أؤكدها أن البدري يعتبر من المدربين القلائل في مصر الذي يتمتع بقدرات فائقة تدريبا من حيث الفكر الذي وضعه منذ تولي مسئولية الرجل الأول في الأهلي خلفا لمانويل جوزيه عام 2009 وكذلك الشخصية التي تكفل له التعامل مع أي كم من النجوم وهو أمر قد يبدو غير متوافر لدي العديد من المدربين الحاليين المتميزين فكريا.
ولكن في المقابل فإن البدري ارتكب العديد من الأخطاء التي وضعته تحت المقصلة الآن وتحت سهام النقد من كل اتجاه وجاءت هذه الأخطاء لا شك لتؤثر علي مسيرته المستقبلية لأن هذه الأخطاء تؤثر علي سيرته الذاتية في الفترة القادمة وبخاصة إذا ظلت أحلامه باقية في الوصول إلي مقعد المنتخب الأول.
البدري كان من أوائل المدربين في مصر تطبيقا لطريقة 4/2/3/1 وهي إحدي المشتقات الرئيسية لطريقة 4/4/2 التي أصبحت أكثر طرق اللعب تطبيقا علي المستوي العالمي الآن.
كان البدري أول مدير فني مصري يعرف دور رأس الحربة المتأخر ودوره في الاختراقات وتنويع أساليب الهجوم. كما كان من أوائل المدربين نجاحا في توظيف لاعب ارتكاز خط الوسط بما يتماشي مع زيادة وظائف هذا اللاعب في كل طرق اللعب الحديثة.
البدري أيضا نجح في قيادة الأهلي في واحد من أحلك الظروف صعوبة عام 2012 للفوز بدوري أبطال أفريقيا في ظل توقف كامل للنشاط الكروي في مصر وبعد مباراة تاريخية أمام الترجي في تونس فاز بها 2/1 بعد أقوي أداء لفريق مصري خارج الديار في التاريخ.
تلك هي قدرات البدري ولكنه في قمة توقيت النجاح وضع نفسه في العديد من المواقف السلبية التي أخذت منه أكثر مما أعطته.
أول المواقف كانت عندما ترك الأهلي في وقت صعب لتدريب أهلي طرابلس ليتولي المهمة محمد يوسف في وقت أكثر صعوبة.
البدري أراد أن يسابق الزمن من أجل الوصول إلي كرسي المدير الفني لمنتخب مصر الأول الذي كان يري أنه الوحيد الجدير به الآن إلي الحد أنه هدد بترك المنتخب الأوليمبي وهو في أوج إعداده للتصفيات الأوليمبية إذا تولي مدير فني مصري آخر غيره المهمة وهو تصرف غريب نال انتقاد الكثيرين.
البدري أراد أيضا ترك المنتخب الأوليمبي في منتصف الفريق عندما فاوضه الأهلي بعد الفشل الذريع للأسباني خوان كارلوس جاريدو وكان قرار البدري وقتها هو ترك المنتخب الأوليمبي وتولي مهام الأهلي لولا مطالبة اتحاد الكرة له بالشرط الجزائي في حالة الرحيل بجانب توقيع ورقة أخري بأنه لن يتولي لاحقا مهام المدير الفني لأي منتخب في المستقبل وهو الأمر الذي أزعج البدري وأحلامه بمقعد المنتخب الأول.
بقي البدري مع المنتخب الأوليمبي ولكن باعتبارات نفسية تولدت لديه بأنه فوق مستوي هذا الفريق وأن طموحاته أكبر منه.. ومن هنا بدأت رحلة السقوط.
شخصيا كنت أري أن المنتخب الأوليمبي كان فرصة تاريخية للبدري لدعم سيرته الذاتية في الفترة القادمة وبخاصة إذا تأهل للدورة الأوليمبية لأن ذلك كان يعني أنه سيبقي عاما أخري في إعداد علي أعلي مستوي للفريق الذي سيكون نواة المنتخب الأول في المستقبل إذا حدث التطور الطبيعي وانتقل للمنتخب الأول.
البدري أخفق في التعامل مع نجوم المنتخب الأوليمبي الذين حصلوا بالفعل علي فرص اللعب للمنتخب الأول وأخص بالذكر الرباعي رامي ربيعة ومصطفي فتحي ورمضان صبحي وكهربا وفقدان المدير الفني للسيطرة علي هؤلاء يعتبر نقطة سلبية خطيرة وبخاصة أن هذه المجموعة كان عليها دور كبير في المنتخب ولم تؤد حتي ربع هذا الدور.
البدري أخطأ في بعض الاختيارات لأنه ركز علي الأسماء أكثر من العطاء وقد كان خارج المنتخب في السنغال من كانوا أفضل نفسيا ومعنويا من هؤلاء النجوم مثل شكري نجيب وعماد حمدي وغيرهما.
البدري فشل في وضع صبغة فنية خاصة علي الفريق فظهر كنجوم وأسماء بلا فريق وهذه هي أسوأ سلبية لأي مدير فني.
وأخيرا البدري أوصل للاعبين أنه غير متمسك بالفريق منذ فترة طويلة فانعكس ذلك علي الأداء الفاتر طوال البطولة.
الخلاصة أن تجربة المنتخب الأوليمبي.. بدلا من أن تدعم البدري في مستقبله التدريبي أخذت منه الكثير وعليه أن يبذل الكثير من الجهد إذا أراد الوصول لحلمه الأكبر.. وهو تدريب منتخب مصر الأول.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف