طارق عبد المطلب
وهم النجومية.. للاعبي الكرة المصرية.
ما حدث لمنتخبنا الاولمبي لكرة القدم في السنغال وتذيله المجموعة الثانية برصيد نقطتين من تعادلين أمام الجزائر ونيجيريا وفشله في التأهل للألعاب الاولمبية بالبرازيل .. يذكرنا بالكرة الانجليزية التي تحيط لاعبيها بهالة إعلامية ضخمة ومع ذلك لم يحقق منهم انجازا يتناسب مع ما يحصل عليه من شهرة وأموال ضخمة .. مثلا. ديفيد بيكهام وواين روني أن كانا يملكان المهارة التقليدية كالتمرير والتسديد والاستلام والتسلم تحت ضغط المنافسين إلا أنهما لايمتلكان " حرفنة " وإبداع لاعبي البرازيل والأرجنتين أو حتي ايطاليا واسبانيا ومع ذلك تحولا لنجمين كبيرين بفضل الهالة الإعلامية الانجليزية العملاقة لهما.. نفس الشئ يحدث عندنا.. الكثيرون وضعوا محمود كهربا ورمضان صبحي ومصطفي فتحي وغيرهم في مصاف النجوم لمجرد تميزهم في بعض مباريات الدوري المحلي فإذا بهم يفشلون في إثبات وجودهم الدولي والصعود إلي الاولمبياد.. صرفنا علي هذا المنتخب ملايين الجنيهات وسمعنا من حسام البدري مديرهم الفني العديد من التصريحات وشغلتنا الفضائيات بلقاء هذا ومهاتفة ذاك.. ومع ذلك خسرنا أمام مالي وعدنا من السنغال في ذيل المجموعة نجر أذيال الخيبة.
نحن ? كرويا - كما انجلترا .. فإذا كان الانجليز اخترعوا اللعبة. فقد تركوا السيادة فيها لغيرهم كالبرازيل وايطاليا وألمانيا. ونحن أسسنا الاتحاد الإفريقي وتركنا التألق لنجوم القارة السمراء.. فباستثناء النجم محمود الخطيب لم يفز لاعبا مصريا واحدا بلقب الأفضل أفريقيا في وقت حصل فيه لاعبا مثل جورج ويا الليبيري علي لقب أحسن لاعب في العالم وليس أفريقيا فقط ونفس الشئ حدث للنجم الكاميروني صامويل ايتو.
انجلترا اخترعت كرة القدم ولم تحصل علي كأس العالم فيها إلا مرة واحدة عام 1966 بهدف مشكوك في صحته أمام ألمانيا في مباراة انتهت 3 / 2 .. ونحن أسسنا الاتحاد الأفريقي ولم نصل إلي المونديال إلا مرتين فقط في وقت وصلت فيه بعض المنتخبات الإفريقية عدة مرات.
منتخبنا الاولمبي كان الوحيد بين كل المنتخبات في السنغال الذي كان معه قناة فضائية تنقل تدريباته وتحركاته ولم يكن ينقصها سوي رصد اللاعبين وهم يتجهون إلي دورة المياه.. إنها الهالة التي يصنعها البعض للاعبينا فينقلهم فجأة من فئة المغمورين إلي دائرة المشهورين. فيصيبهم بلوثة النجومية قبل النضوج. فمنهم من يصبغ شعره ومنهم يحلق رأسه ومنهم من يعتزل.
للأسف..هناك بعض المعلقين والإعلاميين احترفوا النفخ في اللاعبين الصغار وبالغوا كثيرا في مدحهم بمنحهم العديد من الألقاب فصدقوهم وصدقوا أنفسهم وأصبحوا يلعبون بلا روح ولا هدف ولا كفاح ولا وعي.. أما حسام البدري وجهازه المعاون فيكفيهم من العقاب أن يدون ذلك الإخفاق في سجل كل منهم. بعد أن أضاعوا حلم الاولمبياد وفشلوا في أسهل تصفيات.