المساء
محمد جبريل
ع البحري المسجد الأقصي في الطائف !
أعادني مشهد العرب الفلسطينيين وهتافهم: الله أكبر في مواجهة اقتحام المستوطنين اليهود للمسجد الأقصي تحت حراسة الشرطة.. أعادني المشهد إلي المواقف التي أراد البعض أن تصبح محور الاهتمام. بعيداً عن قضايانا الحقيقية.
رغم أن الكثيرين من شهود العيان وكتاب السيرة الذاتية. والتراجم. والمؤرخين المعاصرين. عرضوا لوقفة أحمد عرابي الشهيرة في مواجهة الخديو. وقول الزعيم المصري للحاكم الذي فرضه الاحتلال الانجليزي: لسنا إرثاً ولا عقاراً.
رغم أن الواقعة والكلمات التي قالها كل من الخديو وعرابي صارت- في آلاف الصفحات- حقيقة تاريخية. ومن الثوابت التي لا يختلف فيها اثنان. فثمة من يطالعنا برأي ملخصه أن ما حدث لم يحدث. وأن الواقعة مكذوبة. لم تحدث مواجهة في ساحة قصر عابدين بين الخديو وعرابي. ولم يتبادل الرجلان ما نسب إليهما من كلمات. بمعني أن الوقفة الرائعة لزعيم فلاح من نبت الأرض المصرية أمام حاكم جلس علي العرش بإرادة الاحتلال الإنجليزي. تستند إلي الخيال بأكثر مما تصدر عن الواقعة التاريخية الصحيحة.
ووسط الاعتداءات الإسرائيلية علي المسجد الأقصي. ونصرة أبناء القدس والفلسطينيين عموماً لأولي القبلتين وثاني الحرمين الشريفين. وحرصهم علي تحدي الظروف القاسية بملازمة ساحة الأقصي. وداخل المسجد. وترديد التكبير. والتعرض للشهادة والسجن والاعتقال والمصادرة. فإن اجتهاداً غريباً. وبلا معني. طالعنا ممن قد تغيب عنه حقائق التاريخ. فيشير إلي أن الأقصي ليس هو الجامع الأشهر في تاريخ المسلمين. إنما هو جامع قديم في الطريق إلي الطائف. والمعني- كما تري- يضرب المسلمين في صميم عقيدتهم. ويمنح اليهود حقاً مزعوماً يضيفونه إلي المزاعم التي قام عليها الكيان الصهيوني.
حدثتك من قبل عن نظرية التماثيل المكسورة. يرفض البعض روية التمثال الجميل. يصر علي تشويهه بتحطيم أجزاء منه. أو تحطيمه كله. الزخطر عندما يكون المستهدفة بالتحطيم شخصاً أو قيمة. يحاول البعض أن يسيء إلي تاريخنا من خلال الإساءة إلي ما نعتز به. ونضعه في موضع القداسة أو الرمز.
خالف تعرف مثل قديم يصر البعض علي اجتراره.. حب الظهور والشهرة قد يلغي اعتبارات دينية أو وطنية.. أسأنا إلي قيم مهمة لمجرد أن نخالف. فنعرف!
لن ينقص من قدر أحمد عرابي زعم مكذوب بأن وقفته الرائعة ضد الخديو الخائن تفتقد الصحة. ولن يقلل من مكانة المسجد المقدس في وجدان المسلمين محاولات ساذجة تبحث عن الضوء حتي لو كان ناراً تحرقها!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف