عائشة عبد الغفار
قمة القرن بين قضايا المناخ والإرهاب
حقق مؤتمر «كوب 21» للتغيرات المناخية نجاحاً كبيراً وغير مسبوق فى معالجة مسئولية الدول الصناعية والبازخة والنامية إزاء قضايا المناخ ولقد قام الرئيس فرانسوا أولاند بالتدليل على أن أهمية مكافحة الارهاب وتغير المناخ هما أخطر تحديات تهدد الكرة الأرضية فى القرن الـ21 كما طالب عند افتتاح المؤتمر دعا الى الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا أحداث باريس، كما برهن وجود رؤساء العالم المكثف تعاطفهم مع الشعب الفرنسى ضحية الارهاب الداعشي.. وكشفت ديناميكية المؤتمر ولوجستيكية التنظيم الرائع أن السفينة تتحرك بعد أن كادت تغرق فى مياه مؤتمر «كوبنهاجن« 2009. فليس غريباً أن يعلن الرئيس بوتين ان التغير المناخى هو أخطر التحديات التى تواجه الانسانية فى حين أنه كان له قول آخر منذ سبع سنوات عندما أكد ان نفس هذا التغيير المناخى لا يقلق روسيا الاتحادية التى سوف تشترى فروا أقل وتحصل على محصول حبوب أفضل ! وفى حين أكدت كل من مصر والهند أنه لابد من تحديد اختلاف المسئوليات تنويها عن الفجوة الخطيرة بين الشمال والجنوب.
لاشك أن مؤتمر «كوب 21» بعاصمة النور كان ملتقى لرؤساء العالم ليس فقط لمناقشة ملف المناخ وإنما قضايا الارهاب والتطورات الإقليمية : سوريا وليبيا ولبنان وأهمية دفع المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية، وحسم الخلافات التركية ـ الروسية عندما أعلن بوتين على الملأ «إن تركيا قد أسقطت طائرتى لتحمى بترول داعش»
لقد أثبتت فرنسا «أم الآداب والفنون والسلاح» إصرارها وعبقريتها التى لا تهزم وانها مثل طائر «الفنقس» «الفينيكس» «phenix» الذى يولد من جديد من الرماد.. ولذلك رفض الرئيس أولاند ـ الذى ارتفعت شعبيته بعد نجاح «كوب 21» ـ إلغاء هذا الاجتماع العالمى الذى نجح أيضاً فى تعبئة الرأى العام ضد الارهاب.. ولم يكن غريباً إذن أن تتناول محادثات السيسى ــ أولاند مخاطر الانبعاثات الحرارية والملف السورى والليبى والعلاقات الاقتصادية والعسكرية والأمنية وزيارة الرئيس أولاند المرتقبة لمصر لإعطاء دفعة للعلاقات المحورية والاستراتيجية بين البلدين فى النصف الأول من عام 2016 كما أكد لى سفير فرنسا اندريه باران.. فالرئيس السيسى يتطلع أن تشارك الشركات الفرنسية فى المشروعات المصرية العملاقة فى إطار برنامج محور التنمية بقناة السويس وفى مشروع إنشاء المدن , وترى فرنسا أن دعم مصر اقتصادياً هو إداة لتعزيز دورها الرائد فى مكافحة الارهاب.. من ناحية أخرى هناك تقدير إقليمى ومصرى للجهود التى بذلتها فرنسا لاستضافة «كوب 21» والتوصل الى اتفاقية ملزمة فى مجال مكافحة التغييرات المناخية من خلال التزامات وأهداف قام بتوقيعها 195 دولة بعد أن عبأت فرنسا كل إمكانياتها لإنجاح قمة القرن برغم صعوبة المفاوضات وإبرام اتفاقية قامت فرنسا بمراجعتها بعد أن نجحت فى تذليل العقبات ونقاط الخلاف وحث الجميع على تحمل المسئولية واليوم تواصل فرنسا جهودها من أجل محاربة الارهاب بعد أن مدت حالة الطوارئ وتركز على مناهضة الخطاب الراديكالى لتتصدى ضد تهديدات داعش فى سوريا والعراق .