الأهرام
مصطفى الضمرانى
الوظائف بالمساجد.. عن طريق المسابقة
انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة تعيين الأئمة والخطباء بالمساجد التابعة لوزارة الأوقاف ليس فى القاهرة وحدها بل فى كل المحافظات وأصبح من السهل على المواطن الالتحاق بوظيفة بمسجد أو زاوية بالواسطة أو المجاملة خاصة المتعلقة بالإمامة أو خطبة الجمعة أو الفتاوى الخاصة بأمور الدين والدنيا دون مراعاة لما تتطلبه مثل هذه الوظائف من شروط الإلمام بصحيح الدين وسماحة الإسلام والوسطية والأخلاق الحميدة والبعد عن الغلو والتطرف والدور الذى يمكن أن يقوم به رجل الدين فى تربية الشباب وبناء الأجيال والوفاء والانتماء والولاء للوطن وغيرها من الأمور التى يجب أن يراعيها كل مسلم بعيدا عن التعصب والتطرف، وقد كثرت شكاوى كثيرة من المواطنين الذين يطلبون فيها التزام الخطباء والدعاة ومن يتصدون للفتوى بمنهج الأزهر الشريف منارة الإسلام والمسلمين فى كل زمان ومكان، الأمر الذى جعل محكمة القضاء الإدارى تصدر حكمها بتاريخ 30 نوفمبر الماضى مؤكدة فيه أن الوظائف العامة حق للمواطنين على أساس الكفاءة ويحظر المحاباة أو الوساطة

ولم يقف قرار محكمة القضاء الإدارى عند حد حظر المحاباة والوساطة فى شغل هذه الوظائف بالمساجد بل قضت المحكمة أيضا بإلغاء قرار الدكتور محمد حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والخاص بقبول ترشيح وتوظيف من قاموا ببناء المساجد والزوايا بشغلها لأنه ليس كل من بنى مسجدا متخصصا فى أمور الدين ويكفيه ثوابه الكبير وأجره العظيم الذى يجازى عليه فى الدنيا والآخرة، وكما رفضت المحكمة أيضا طلب العديد من المواطنين ممن بنوا المساجد والزوايا فى التعيين بها بها وهذا الحكم يطابق المنطق والواقع لأنه من غير المعقول أو المقبول أن يحق لكل من بنى مسجدا أو زاوية الحق فى التعيين بها ويجب أن يترك هذا التعيين لمواطنين آخرين ممن تتوافر فيهم الشروط التى تتضمنها المسابقة وتشترط من يتصدى لهذه الوظائف أن يكون من خريجى الكليات التابعة لجامعة الأزهر وعلى قدر من الكفاءة والعلم الذى يؤهله لشغل هذه الوظائف، ولنا بعض الملاحظات والمقترحات الآتية: ـ

1ـ مسابقة الوزارة... نتمنى أن تكون هذه المسابقة التى تتبناها وزارة الأوقاف تحت إشراف ورعاية د. أحمد الطيب شيخ الأزهر وتضم فى عضويتها نخبة من العلماء والمتخصصين فى علوم الدين وأن يكونوا على قدر كبير من الحيدة وعدم مجاملة كل من يتقدم لهذه الوظائف بحيث تنتج لنا هذه المسابقة مواطنين على قدر كبير من المسئولية فى حماية المساجد من أى تيارات تتنافى مع تعاليم الدين السمح وتؤثر بالسلب على بعض المترددين عليها. 2ـ توحيد خطبة الجمعة.. أن يصدر د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تعليماته إلى المسئولين عن المساجد والزوايا بضرورة الالتزام بالخطبة الموحدة التى يتولى إعدادها نخبة من كبار علماء الدين وتدور حول سماحة الإسلام والبعد عن التطرف وعدم خلط الدين بالسياسة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف