دعونا نعترف أن دفاتر التحضير التربوي التعليمي مكتملة ومثالية.. الهوامش في مكانها وملخص الدروس في منتصف الصفحات التي يعلوها التاريخ.. وبمنطق التوجيه التربوي الذي أصبح فعليا من مخلفات الماضي.. كله تمام وليس في الامكان أبدع مما كان حتي ولو كان ¢الكائن¢ كارثيا.
دفتر التحضير رائع ومثالي.. ومن لا يصدق عليه أن يختبر مصداقية مسئولة التربية والتعليم في محافظة القاهرة.. والتي بشرتنا في صفحة من صفحات دفتر تحضيرها.. قبل أسابيع.. بتخصيص خطين ساخنين لدرجة الغليان لتلقي شكاوي ضحايا التعليم.. أحدهما للمدارس الحكومية والثاني للخاصة رغم أن الوزارة بدءا من الوزير وحتي الخفير لا تجرؤ علي الاقتراب من أي مدرسة خاصة لأن مافيا التعليم الخاص أقوي وأعلي من الوزارة.
قبل أن أطرح تفاصيل تجربتي الشخصية مع الاكتواء بنار الخط الساخن أشير إلي تصريحات الوزير الحالي والوزير السابق والتي أكدا فيها أنهما سيخسفان بأي مدرسة خاصة الأرض إذا بالغت في زيادة المصروفات.. وهو ما استقبلته المدارس الخاصة باستخفاف بلغ مداه عندما تعمد بعضها رفع المصروفات 50 بالمائة بالتمام والكمال.
دفتر تحضير الوزارة لا يعترف بالمدارس الخاصة ولا بملايين الابناء الذين يدرسون فيها.. فهم أنصاف مصريين وهم أبناء أثرياء ليس لهم اي حقوق وليس من حقهم الحصول علي اي متابعة.. وهو لذلك يكتفي بذكر ارقام ساخنة للشكاوي يضحك بها علينا.. وهذا ما جربته بنفسي.
بعد عشرات الاتصالات علي الخط الساخن لشكاوي المدارس الخاصة في القاهرة والتي استمرت قرابة الأسبوع.. ردت علي سيدة فاضلة وأكدت لي أن الخط ليس ساخنا ولا باردا ولا علاقة له بحالة الطقس.. وانما هو رقم مكتب مسئول التعليم الخاص بالقاهرة.. وبعد أخذ ورد وافقت السيدة الفاضلة علي تحويلي إلي المسئول الكبير متنازلة عن شرط الذهاب الي المكتب وتقديم شكوي مكتوبة علي عرض حال دمغة.
المسئول الكبير مشكورا استهل حديثه بالتأكيد علي استعداد الوزارة لفعل المستحيل لوقف استغلال المدارس الخاصة.. وبطيبة قلب وحسن نية شكوت له همي من مدرسة الأبناء.. ووعدني خيرا.. وودعني بعبارة تخطف المشاعر وتثلج القلب: انتظر النتائج قريبا.. وما حدث بعد ذلك كان كوميديا حالكة السواد.
وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.