بسيونى الحلوانى
نريد برلماناً.. بلا فضائح !!
قال النائب البرلماني عبدالرحيم علي في تصريحات منشورة في العديد من وسائل الإعلام إنه يمتلك تسريبات للعديد من نواب المجلس الجديد وسيكون صندوقهم الأسود.. وعرضت بعض الفضائيات كليبات فاضحة منسوبة لأحد نواب المجلس.. وهدد نائب برلماني من هواة "السيديهات" بأنه لن يرحم أي نائب يخرج عن آداب وتقاليد المجلس.. فيما قال نائب يمتلك فضائية إنه الرئيس الأمثل للمجلس حيث يمتلك مقومات الزعامة!!
واضح من خلال التصريحات المستفزة لبعض النواب وتهديدات البعض الآخر والبلاغات المقدمة للنيابة العامة ضد بعضهم أننا مقبلون علي تمثيليات هزلية لإضعاف الثقة في البرلمان الجديد وشغله عن مهامه الأساسية. وشغل الجماهير المصرية بمهاترات تبدد آمالنا وطموحاتنا في وجود برلمان قوي يتحمل مسئولية التشريع ومراقبة الحكومة في مرحلة هي الأهم والأخطر في تاريخ مصر التي تتربص بها قوي الشر في الداخل والخارج.
لقد سعد كل مصري وطني بإنجاز الاستحقاق الثالث والأخير في خارطة الطريق التي أعقبت الإطاحة بنظام الإخوان الفاشل من حكم مصر رغم يشاع عن التجاوزات والرشاوي التي لجأ إليها بعض المرشحين لدخول برلمان مصر الجديد.. وسعدنا ثانياً لإتمام عمليات الاقتراع بحرية مطلقة دون تدخل من الدولة وتقفيل الصناديق كما كان يتم من قبل.. وسعدنا ثالثاً بأن قوات الأمن من جيش وشرطة كانت علي قدر المسئولية خلال عمليات الاقتراع ولم تتدخل من قريب أو بعيد في حرية الاختيار.. وسعدنا أكثر وأكثر لأن تجار الدين وبقايا جماعة الإخوان ومعهم قيادات وعناصر سلفية لم يستطيعوا خداع الجماهير بشعاراتهم الزائفة ودخول البرلمان من خلال الخداع الديني الذي عهدناه منهم.
لكن كل المؤشرات تؤكد أننا مقبلون علي حياة برلمانية صاخبة بسبب بعض النواب الذين لا يقدرون المسئولية الكبيرة الملقاة علي عاتقهم خلال المرحلة القادمة والمخططات الإخوانية المدعومة من محور الشر ــ أمريكا وتركيا وقطر ــ لإفساد الحياة السياسية في مصر وتشويه سمعتها للتأكيد علي أن عصر الإخوان كان الأفضل.
***
لقد أنفقت الدولة ــ من خزينتها الخاوية ــ خمسة مليارات جنيه علي انتخابات مجلس النواب وأهدرنا ــ نحن الجماهير الحريصة علي استقرار مصر ــ الكثير من الوقت والجهد لكي يخرج المجلس إلي حيز الوجود لاستكمال المسيرة الديمقراطية بعد الإطاحة بحكم الإخوان.. ولا ينبغي أن يضيع كل ذلك هباء وينشغل مجلس النواب بمعارك وتجاوزات بعض نوابه.
لا ينبغي أبداً أن ينجرّ نواب الشعب إلي مشاجرات كلامية ومعارك شخصية ولا يجب أن يعطوا الفرصة لمن يريدون تعطيل المسيرة وشغل مجلس النواب عن مهامه الأساسية وهي التشريع لدولة ديمقراطية قوية وتحقيق ما يحلم به المصريون علي الأرض ليشعر كل مصري بأن له قيمة حقيقية وهو يعيش في وطنه وأن خلفه دولة تدافع عن حقوقه وهو يعيش خارج الوطن.
لا ينبغي أبداً إعطاء الفرصة للمتربصين لتحويل جلسات مجلس النواب وكواليسه إلي مسرحيات هزلية تسيء لمصر قبل أن تسيء للنواب. فمصر الكبيرة والقدوة ينبغي أن يكون برلمانها في حجم مكانتها وسمعتها وحضارتها.
بدلاً من تربص بعض النواب ببعضهم البعض والبحث عن التجاوزات الشخصية للبعض يجب أن ينشغل جميع النواب بمواجهة الفساد الإداري والمالي والأخلاقي لبعض موظفي الدولة. وتقديم اقتراحات ومشروعات قوانين ترقي بالحياة السياسية والاقتصادية وتحمي الأخلاق الفاضلة في مصر وتواجه قوي الشر المتربصة بها.. فضلاً عن مطالبة الحكومة بحل مشكلات مزمنة مثل البطالة والإسكان وغير ذلك من المشكلات التي دفعت المصريين إلي الخروج إلي الشوارع والميادين يطالبون بإسقاط النظام.
تربص بعض النواب ببقية زملائهم وتهديدهم بفضح تجاوزاتهم لن يضبط إيقاع المجلس كما يتوهم البعض. بل سيخلق حالة من عدم الثقة بين أعضاء البرلمان ويعطي الفرصة للمبتزين والمستغلين لأوضاعهم الجيدة وانتسابهم للمجلس الموقر لممارسة هواياتهم التي يعرفها الجميع.
***
يا نواب الشعب: ليس لدينا وقت لكي نهدره في متابعة تجاوزات شخصية ومعارك كلامية ومسرحيات هزلية تحت قبة المجلس وفي برامج الفضائيات كل ليلة كما كان يحدث في السابق.
يا نواب الشعب: احذروا غضب وسخط الشعب الذي يرفض الاستغلال والمتاجرة بالمواقع والمناصب. وتذكروا أن الشعب الذي اختاركم ويدعمكم ــ رغم ملاحظاته علي بعضكم ــ هو الذي سينقلب عليكم ويطالب بالإطاحة بمجلسكم لو أهدرتم الوقت والجهد في مهاترات كلامية ومسرحيات هزيلة.
يا نواب الشعب: إذا كانت مهمتكم مراقبة الحكومة وتقويم سلوكها فالشعب كله سيراقبكم ويحاسبكم علي تجاوزاتكم.. فكونوا علي قدر المسئولية والثقة فيكم.
الشعب يريد برلماناً قوياً بلا فضائح أو مهاترات.. ونحن منتظرون.