عبد الرحمن فهمى
الخائن لا يصح أن يظل مصريا
سبق ان كتبت عن الشبان الأربعة الذين هاجروا إلي إسرائيل وتم تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي فصدر قرار بإسقاط الجنسية المصرية عنهم وتساءلت عن قانون قديم صدر في الخمسينيات ينص علي اسقاط الجنسية عن أي مصري في الخارج بهاجم مصر إذا لم يحضر إلي مصر خلال ستة أشهر من انذار السفارة له بالعودة.. تساءلت هل هذا القانون مازال سريا حتي الآن أم تم الغاؤه في بداية حكم السادات ضمن حفنة من القوانين التي تم الغاؤها؟
قيل لي أخيرا انه يبدو انه لم يكن قانونا.. ولكنه مجرد قرار من مجلس قيادة الثورة في بداية الثورة عقب أزمة مارس ..1954 وتم تنفيذ القرار بشكل جماعي بعد صدوره ثم بعد انفصال سوريا لشخصين أو ثلاثة فقط!
***
ثم في بداية حكم السادات تم الغاء هذا القرار عمليا لا رسميا.. كيف؟ حدث ان ارسل المرحوم احمد مرتضي المراغي آخر وزير داخلية قبل قيام الثورة ارسل خطابا من منفاه في روما إلي السادات يطلب منه السماح له بدخول مصر لمدة ايام قليلة أؤ حتي ساعات ليري والدته التي تعاني مرض الموت.. متعهدا في خطابه بعدم القيام بأي عمل مضاد للثورة بل عدم مقابلة أي شخص خلال ساعات وجوده في منزله قبل عودته إلي المطار رأسا.
السادات الأب والأخ والإنسان الحنون بأمر تليفوني - من أجل السرعة - من مكتبه إلي مرتضي المراغي في منزله بروما لاخطاره بأن السادات اصدر تعليماته بدخوله مصر آمنا مع جواز سفر مصري من السفارة وله ان يمكث في مصر بلده كما يشاء وقد كان وصدر قرار بالعفو الشامل عنه وكانت محكمة الثورة قد اصدرت حكما غيابيا باعدام المراغي شنقا بتهمة محاولة عرقلة قيام الثورة!! أكثر من هذا.. أرسل السادات مندوبا عن الرئاسة لتقديم العزاء في السرادق باعتبار ان السيدة المتوفاة زوجة أحد أهم شيوخ الأزهر الشريف الشيخ الجليل محمد مصطفي المراغي.
وهكذا تم الغاء قرار مجلس الثورة عمليا.. ثم ظهرت كلمة "اشمعني" وتم فتح الباب "ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين".. السياسة تغيرت تماما.
بل اذكر - بدون ذكر اسماء لعدم الاحراج - اذكر ان السادات نفسه اتصل بآخرين تليفونيا في الخارج وطلب منهم العودة إلي بلدهم وعيب قوي وجودك في الخارج والسادات علي رأس السلطة.
***
قد تقول لي: ان هؤلاء الذين عادوا كانوا ضد سياسة عبدالناصر لذا عادوا لأن السادات كانت سياسته ضد عبدالناصر.. وأقول لك يقينا ان هؤلاء الخونة في الخارج الآن المأجورين لن يعودوا.. لا خوفا من السلطة بل خوفا من الشعب كله الذي سيبصق في وجوههم.. بل خوفا من أهلهم ايضا ومن كل من كانوا يوما مخدوعين فيهم سيكونون أول من يبصق علي وجوههم!! هؤلاء الخونة لا يصح أن يكونوا مصريين إذا لم يعودوا فورا!