أحمد معوض
الأستاذة خيرية ورأيها في "ليالي الحلمية"
الناقدة الفنية والكاتبة الصحفية القديرة خيرية البشلاوي قيمة وقامة كبيرة في مجال النقد. ونحن جميعاً نتعلم منها ومن كتاباتها. وبعد أحداث فرنسا الأخيرة كتبت مقالاً تحت عنوان "هل تحترق باريس". عن نفسي وصفته بأنه مقال "يدرس". لأنه بحق كان مقالاً عبقرياً مزج بين واقعة تاريخية إبان الحرب العالمية الثانية وبين حدث في الوقت الحاضر هز أوروبا والعالم أجمع بالإضافة إلي الأعمال السينمائية التي تحدثت عن باريس ومحاولات حرقها.
إذا كان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يلقب بالأستاذ في بلاط صاحبة الجلالة.. فأنا أنادي خيرية البشلاوي بـ "الأستاذة".
كل هذه المقدمة الطويلة. لكي استأذن في الاختلاف معها في وجهة النظر التي كتبت عنها حول تقديم جزء سادس لمسلسل ليالي الحلمية علي الرغم من رحيل المؤلف العبقري أسامة أنور عكاشة والمخرج الأسطورة اسماعيل عبدالحافظ.
ملخص رأي الأستاذة أنه لا مانع من تقديم جزء سادس من المسلسل بكاتب ومخرج جديدين وننتظر حتي يظهر العمل ونحكم عليه. مشيرة إلي أنه لن يكون أحرص علي العمل الفني من ورثة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذين باركوا العمل ووقعوا علي العقد مع المؤلفين أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين.
أما عن رأيي فهناك عدة نقاط منطقية تضرب فكرة انتاج جزء سادس من الأساس. أولها أن الشخصيات الرئيسية من "ليالي الحلمية" وهي سليمان غانم وسليم البدري ونازك السلحدار ظهروا في بداية المسلسل في العقد الثالث من عمرهم. وبالنظر إلي أن أحداث الجزء الأول بدأت في أوائل الأربعينات من القرن الماضي. فإن أعمار الأبطال قد تجاوزت عام 2000 الـ 100 عام! وبالتالي فإن شخصيات الجيل الثاني من الأبطال عادل وعلي البدري وزهرة تجاوزت أعمارهم الـ 80 عاماً. هذا علي فرض أن ربنا مبارك في عمر أبطال المسلسل جميعهم!
النقطة الثانية. من المفترض أن الجزء السادس سيناقش الفترة ما بين 2005 إلي 2015. فما الذي لعبه عنصر المكان "منطقة الحلمية" في هذه الحقبة من تاريخ الوطن؟! وهل لا يوجد مكان آخر في مصر نناقش من خلاله الأحداث التاريخية غير الحلمية. أم أن الموضوع برمته مجرد استغلال لاسم المسلسل الكبير في وجدان المشاهد المصري والعربي؟!
النقطة الثالثة والأخيرة. من الذي قال إن ورثة المؤلف هم أحرص الناس علي تراثه الفني؟! ما يدرينا إن كانوا قادرين علي تقييم العمل الجديد أم أنهم تعرضوا لإغراءات مالية مثلاً.
إن العمل الدرامي ملك لجمهوره. الذين تابعوه وارتبطوا به وجدانياً وفنياً وتاريخياً. وليس من حق أحد أي كان أن يعبث بهذا التراث أو يشوهه لمجرد تحقيق مكاسب مادية أو بناء مجد شخصي علي حساب عمالقة. صنعوا ملحمة وطنية ستعيش في نفوسنا ما حيينا.