هناك نوع من المسئولين يصرون علي السير في اتجاه بعينه، بينما مشكلات إدارتهم وقطاعاتهم تتفاقم وتتراكم في اتجاه آخر، ومن ناحية أخري، يضج المواطنون بالشكوي فلايجدون أذنا تسمع أو عين تري!
نري ذلك بوضوح تام، في قطاعات تمس مصالح الجماهير المهمة، وتلمس جلودهم في الصحة والتعليم، والأسعار، التي انفلت عقالها، فأخذت تكوي بنيرانها كل من يقترب من الأسواق.
من يقول إن هناك قانونا يلزم جميع المستشفيات وحتي الاستثمارية من بينها، باستقبال نسبة محددة من مصابي الحوادث والأمراض الطارئة، ثم نفاجأ بتلك المستشفيات ترفض استتقبالهم، فيلفظون أنفاسهم علي أبواب الاستقبال انتظارا لدخولهم!
ومن ينكر أننا اعتدنا مع كل صباح، أن نقرأ ونسمع عن وفاة تلميذ علي يد معلم بإحدي المدارس، أو فقأ عين آخر بيد مدرسة، أو اشتباك بين معلم وولي أمر، وإدارات المدارس عاجزة عن حل هذه المشكلات، بينما نفاجأ بتصريحات مسئولة في هذا القطاع عن تطبيق لبرامج الانضباط، أو إطلاق لحافز المعلم المتميز، في وقت تعاني فيه المنظومة التعليمية من انهيار تام!
أما احتكار الأسواق من جانب الطامعين في الثراء علي حساب قوت الشعب،، فـ«حدث ولا حرج»، والغريب أننا نسمع عن فتح منافذ جديدة، وتشديد الرقابة التموينية لوقف جنون الأسعار!
وسؤالنا.. إلي متي يستمر هذا الانفصام بين تصريحات المسئولين والواقع الفعلي علي الأرض؟، انها «شيزوفرينيا» سياسية بين تصريحات مسئولة في الهواء، وواقع عملي علي أرض الواقع، تستوجب الاعتراف بالفشل وترك مواقعهم بالاستقالة أو الإقالة «عسي أن يرحمهم الله».