فجأة وبلا مقدمات، أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الارهاب يضم 34 دولة وهو الإعلان الذي جاء علي لسان ولي ولي العهد السعودي بعد منتصف ليل يوم الاثنين الماضي بقليل. عن نفسي، لا أحبذ التسرع في الحكم علي التحالف الوليد، أو توجيه سهام الانتقاد للفكرة والمضمون مبكرا فالايام كفيلة بالحكم والتبيان. لكن، ثمة أسئلة مشروعة تحتاج إلي اجابات مثل:
كيف يتم الاعلان عن هكذا تحالف في نحو 72 ساعة فقط ومن دون مباحثات أو اجتماع مشترك لقادة أركان أعضاء هذا التحالف؟ ما سر غياب دول مثل الجزائر والعراق وسوريا، والاخيرتان تعدان ضلعا أساسيا ومسرحا رئيسيا للحرب ضد الارهاب؟
كيف لهكذا تحالف أن يجمع فرقاء في القصد والأهداف مثل مصر وتركيا علي سبيل المثال، والكل يعلم سياسات أنقرة في المنطقة، من تمول ومع من تقف؟!
هل للإعلان عن التحالف علاقة بالحديث الأمريكي عن "قوة برية سنية لمحاربة داعش"؟ وإذا كان الأمر كذلك فمن أين ستأتي القوة البرية؟ من فلسطين المحتلة مثلا أم من اليمن وليبيا اللتين تنخر في جسديهما الحرب والقتال، أم من الصومال المفكك أم من المالديف؟ وكل ما سبق بالمناسبة هو عضو في هذا التحالف!!
وأذكرك عزيزي القارئ بأنه وبالتدقيق في أسماء هذه الدول يتضح أن معظمها غير قادر علي تحريك قوات، ما عدا مصر وتركيا. الانتصار علي داعش - في رأيي - يتحقق بدعم الحكومات المركزية أولا، ثم بتفاهم إقليمي وتقارب عربي صادق، ثم بلائحة غير مسيسة للتنظيمات الارهابية، وأخيرا بقوة عربية مشتركة وجامعة.