الأخبار
داليا جمال
وما البرلمان إلا... « مسرح كبير» !
‎لم يكد المصريون يخرجون من مرحلة العناية المركزة لحملات الدعاية الانتخابية، و يادوب وصلوا لمرحلة التقاط الأنفاس وبدأت مرحلة الإفاقة مابين اليقظة والنوم من هوس الانتخابات البرلمانية، ورشاويها التي فاقت الحد.

‎وعبثا ظن المصريون واهمين أنهم سيهنأون بالتقاط أنفاسهم أخيرا ليرتاحوا من ضجيج المرشحين وصراعاتهم علي كراسي البرلمان، وظن الجميع وانا منهم أن المولد انفض، وأن الدنيا ستهدأ عقب إعلان نتائج الإعادة في المرحلة الأخيرة للانتخابات . ‎ولكن هيهات...

‎فقد اتضح أن الموضوع كبير ومش عاوز يخلص !! فعلي حين غفلة وفي ظاهرة مصرية فريدة، ظهرت صراعات بين الناجحين في الانتخابات بعد مانجحوا !! وبقدرة قادر نشأت تربيطات بين القوائم التي لاتطيق بعضها للفوز برئاسة لجان البرلمان !! والمصالح بتتصالح !

‎وبدأت لعبة ترشيحات رئاسة البرلمان ما بين تسريبات لأسماء لامعة مرشحة من قبل القيادة السياسية، و بين من يري في نفسه الحق لرئاسة المجلس ﻷنه شبه( ست جيرانها ) الأعلي صوتا !! أو الاكثر عزوة ! أوالاكبر سنا !! الي هنا ..والموضوع قد يكون مقبولا ، ولكن غير المقبول أو لائق ،هو أن يتحول هذا العمل الذي من المفترض أن يكون تطوعيا لخدمة الوطن والشعب، لحلبة للصراعات والتقاتل علي الكراسي والألقاب، امتدت لجميع وسائل الميديا بالصحف والفضائيات، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع تصدر بعض الاشخاص للمشهد(بأصواتهم العالية) ليعلنوا عن رغبتهم في تولي كرسي الرئاسة.

‎ليبدأ فاصل من السخريه والهجوم عليهم.. من الميديا واللجان الالكترونية، وبكثافة غير مسبوقة!! وكلما زادت السخرية منهم ،كلما زادت أصواتهم علوا !!

‎ما هذا الذي يحدث؟؟ أهي ملهاة للناس يتسلون بها؟ أم أن هؤلاء الأعضاء المحترمين ما هم إلا عرائس ماريونيت يلعبون دورا مطلوبا منهم لتمهيد الارض للشخص المرغوب فيه ليأتي علي مقعده الوثير بتأييد مطلق ؟؟

‎بعد أن مل الناس من طالبي الرئاسة ومن حركاتهم !!. وتحولوا لمادة للتسلية والضحك علي الفيس بوك وسجلت أعداد مشاهدات فيديوهات السخرية من بعضهم ارقاما غير مسبوقة علي اليوتيوب!! ‎ووحدها الايام القليلة القادمة، ستكشف لنا حقيقة نوايا الطامحين للمناصب داخل المجلس سواء كانوا صادقين في سعيهم ،ام أنهم يلعبون دورا بعينه يهاجمون فيه الاعلام والحكومة علنا ، بينما في السر لهم شأن آخر !! ‎وعلي كل حال.. وبرغم هذا الصداع.. والمواقف الهزلية التي تبعث علي الرثاء ، الا أني أجد بعض العزاء عقب الغاء مجلس الشوري بموجب التعديلات الدستورية الاخيرة ، وﻷن البرلمان لن يضم بين جنباته أيا من عناصر الاخوان، او تجار الدين السياسي . ‎ممن كانوا سيزوجون بناتنا في عمر 9 سنوات ، ‎وان كانت مشكلة مشاكل البرلمان حاليا تنحصر في اختيار رئيس له ..فعلينا أن نتحلي بروح الفكاهة لأن جلسات مجلس الشعب القادمة ستجلب لخزينة التلفزيون المصري مبالغ طائلة، من الاعلانات بين الجلسات دوري نهائي كأس اوروبا لكرة القدم !!

‎ وهو الأمر الذي يمنحني شعورا طاغيا بأننا أمام عرض مسرحي له هدف خفي ، ربما له مخرج كبير ، وأدينا منتظرين ..وبكرة نتفرج .


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف