أحمد السرساوى
صحيفة الصقور في الولايات المتحدة لمــاذا تهاجـم مصـر الآن ؟!
هي واحدة من أعرق الصحف الأمريكية علي الاطلاق .. ونظرا لاهتمامها بالشئون الاقتصادية والسياسية، فقد تسمت باسمها الحالي "وول ستريت جورنال" علي اعتبار أن وول ستريت هو شارع المال والبنوك والأعمال في نيويورك.
ورغم تمتعها بمصداقية كبيرة لدي القارئ الأمريكي لدرجة فوزها بجائزة "بوليتزر" الأمريكية الشهيرة نحو 33 مرة منذ صدورها عام 1889، إلا أنها معروفة بولائها للوبي الصهيوني بالولايات المتحدة وانحيازها لطبقة رجال الأعمال ومساندتها للأحزاب المتشددة في اسرائيل وقربها من الادارة الأمريكية أيا كان الحزب الحاكم وإن كانت تميل أكثر للجمهوريين، لكنها لا تخسر أبدا الديموقراطيين نظرا لتشابك المصالح .
وتُعرف الجريدة أيضا بعلاقاتها الخاصة مع حركة المحافظين الجدد .. تلك الحركة التي توهجت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور طائفة من السياسيين المؤمنين بقدرة أمريكا المطلقة علي سيادة العالم، باستخدام أسلحة الحصار الاقتصادي والعسكري والفوضي الخلاقة التي تؤدي إلي قلب أنظمة الحكم "المناوئة لها" بأي حجة كانت كامتلاك أسلحة دمار شامل أومساندة الإرهاب أو معاداة الديموقراطية، وكان من هؤلاء دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق الذي قاد الحرب علي العراق عام 2003 في عهد الرئيس جورج بوش الابن.
نعود للصحيفة.. التي نشرت منذ ساعات تقريرا عن الأوضاع السياسية الحالية في مصر، مقارنة اياها بما كان عليه الحال عام 2010 قبل اندلاع الثورة، وخلص التقرير من وجهة نظر الجريدة أن لا شيء تغير في مصر من حيث وجود رئيس ينتمي للمؤسسة العسكرية مع وجود صراعات مع رجال الأعمال، ومشاكل اقتصادية متراكمة وتواجد للجماعات الارهابية في سيناء، وأن الفارق الوحيد بين ما يجري حاليا وما قبل الثورة هو تفاقم حجم هذه المشكلات!!
ولأن ربنا عرفوه بالعقل.. لن نتطرق لانتماءات الجريدة وقربها من ادارة أوباما "المنفوخ" من مصر التي أنهت ـ بلا مبالغة ـ أحلامه السياسية.. لكننا نكرر القول لعل التكرار يعلم "الشطار" أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جاء الي الحكم منتخبا مرتين، مرة عندما نزلت الجماهير بالملايين الي الشوارع تناشده عزل الخائن مرسي، منادية به رئيسا أمام العالم كله في انتخاب حر ومباشر، ثم انتخبته مرة أخري عبر صناديق الانتخابات بعد أن تمت مطالبته مرارا بترك موقعه كقائد عام للجيش المصري والتفرغ لقيادة الأمة.. ألم تسجل كاميراتهم تلك المشاهد؟؟! .
ثم أين الصراعات مع رجال الأعمال التي تشير اليها الصحيفة المعروفة بانتماءاتها.. هل تصحيح بعض الأوضاع الخاطئة أو محاربة الفساد تُعد صراعا؟! وهل المشاكل الاقتصادية المتراكمة التي تتحدثون عنها من صنع العامين الماضيين أم نتيجة للأخطاء الفادحة التي ارتكبها نظام الاخوان الموالي للأمريكان؟! فمن هو الذي هوي بالاحتياطي النقدي الي 12 مليار دولار تحسن حاليا لأكثر من 16 مليار دولار؟! ومن استجدي قرضا صغيرا رفض صندوق النقد الدولي اعطاءه؟؟! ولماذا وافق الآن البنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي منذ أيام علي أي قروض تطلبها مصر؟؟! ولماذا تحسن تصنيف مصر الائتماني أمام المؤسسات المالية العالمية؟! وطبعا لم تذكر الصحيفة "العريقة" شيئا عن قناة السويس الجديدة ولا مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي ولا تسابق الدول الصديقة علي تسليح مصر بما تريده من أحدث وأقوي قطع السلاح؟! أما عن تواجد الجماعات الارهابية في سيناء فلم تقل لنا الصحيفة أيضا من الذي أوجدهم هناك ولأي سبب؟ ولماذا تقول كل هذا الآن؟! هل لهذه الدرجة يغتاظون؟!
صحيح يا أخي .. اللي اختشوا ماتوا!!