الأخبار
صابر شوكت
الأراجوزات الأربعة.. يهددون مصر..!
البعض يطلق عليهم «الرباعي المحصن» بعد ان نجحوا في التسلل إلي البرلمان المصري.. وأصبحوا محصنين بالحصانة البرلمانية.. رغم أنهم وهم عرايا من الحصانة ارتكبوا من الجرائم في حق هذا الشعب وتاريخ هذه الأمة مايشيب له الولدان..! هم نتاج 30 عاما فسادا عشناها تحت نظام مبارك.. هؤلاء الرباعي يشتركون في أمور عديدة تفوقوا فيها طوال حياتهم العملية في كنف هذا النظام الفاسد الذي أدار شئون البلاد «بنظام الهمبكة» السياسية.. لقد رضعوا لبنها.. وكونوا لحم اكتافهم من خير هذه الهمبكة السياسية التي صارت دستور حياتهم..

جميعهم خرجوا إلي الحياة من تحت الصفر بعشر درجات.. جميعهم خرجوا من بيئات اجتماعية وضيعة.. وليس في الفقر عيب.. ولكن العيب في الثأر الاجتماعي الذي ترسب في نفوسهم عندما فوجئوا اليوم بأنهم تسيدوا الساحة السياسية والاعلامية للبلاد! جميعهم خرجوا للحياة أصفارا..وتحالفوا مع جميع رموز فساد مبارك طوال العقود الثلاثة الأخيرة. وجدوا فيهم تلاميذ نجباء.. سمحوا لهم بدخول دهاليز مملكة الفساد.. فاستطاعوا تكوين الملايين من دماء المصريين.. ويعيشون اليوم في القصور علي جماجم وأشلاء آلاف من الشهداء الذين تاجروا بدمائهم طوال ثورتي يناير و30 يونيو..!؟

أحدهم.. أعرفه جيداً.. منذ طفولتنا في روض الفرج وكنا نشاهده علي انه فتاة.. يعيش مع زوجته الفلاحة البسيطة القادمة من أرياف الدقهلية انجبت له ست بنات وكان آخر العنقود ولد ـ فاطلقت شعره ينسدل علي كتفيه حتي يعيش كعرف بعض البسطاء في بلادنا.. لذلك حتي دخولنا المدرسة كنا نتخيله فتاة.. وعاشوا في غرفة بسيطة «في البدروم» وكان جميع سكان الحي يعطفون علي هذه الأسرة الفقيرة..! مرت الأيام.. كبر الفتي .. وتفوق في الدراسة.. حتي صار وكيل نيابة.. ولكنه بسبب «البيئة» لم يستمر عامين وتم عزله وعمل بالمحاماة.. .. ويدخل البرلمان.. استثمره نظام مبارك لاشغال الرأي العام.. في «اتفاق سري» .. وكذلك الآخر جاء من الصعيد.. يحلم بالصحافة.. ويدخل مؤسسة كبري وهو معدوم.. والثالث.. جاء من الريف.. الغلابة.. ليعمل صحفياً بجريدة «الأهالي» وبالفعل كان لايملك ثمن الحذاء.. وعمل بالحوادث .. وفي عام ألفين اشتري من إحدي البلاد شهادة دكتوراه مثل «أيمن نور» وكبر وتحالف مع جميع رموز نظام فساد مبارك.. ورابع الأراجوزات المحصنين.. كان موظفاً بالتليفزيون وينتمي أيضا لارياف الدقهلية من أسرة مدقعة في الفقر.. وكان مشهوراً بمبني التليفزيون بأنه دائما يقبل أيادي المسئولين بلا خجل «للترقي» .

الأراجوزات الأربعة يجمعهم أن ثلاثة منهم يشكلون الآن الرأي العام المصري. فقد التقطهم رموز فساد مبارك. ليصيروا إعلاميين بفضائياتهم الخاصة بعد ثورة يناير ويونيو التي يتحصنون بها ضد الدولة حاليا .

الاراجوزات الأربعة.. للأسف يحضنهم «حكماء الدولة العميقة» التي تدير البلاد سراً حتي الآن منذ عهد مبارك.. ويريدون استثمارهم في شغل الرأي العام.. هكذا ببساطة.. هؤلاء الأربعة.. لا أحد في مصر يعرف قوتهم الخفية التي يتحصنون بها .. منذ عهد مبارك حتي الآن ولكن.. اليوم هم يتولون بالفعل توجيه الرأي العام .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف