الجمهورية
د. أحمد جاد منصور
التعليم الجامعي.. المشكلات والحلول "2"
نستكمل مقالنا السابق عن التعليم الجامعي.. ونحاول حصر أهم مشكلاته وعرض أهم الحلول والمقترحات في هذا الشأن.
لا شك أن انتشار الجامعات الخاصة في مصر بدرجة كبيرة أمر ملحوظ للجميع وهي بالتأكيد لها دور لا يمكن انكاره في توفير الكوادر البشرية المؤهلة في التخصصات المختلفة لأنها تتميز بمناهجها المتطورة التي تواكب مستجدات العلم الحديث.
إلا انها علي الجانب الآخر باهظة التكاليف.. لأن معظمها في الحقيقة مجرد مشروعات اقتصادية تهدف إلي الربح.. كما أن هذا الأمر يؤثر علي السلام الاجتماعي في المجتمع لعدم قدرة الكثيرين من أبنائنا علي الالتحاق بهذا النوع من الجامعات مما يترك أثراً سلبياً في نفوسهم ويزرع بذور الحقد والكراهية ضد أقرانهم الذين التحقوا بهذه الجامعات.
كما أن المناخ الذي يسود عدداً غير قليل من تلك الجامعات نجده يختلف عن المناخ الذي يوجد في الجامعات الحكومية المصرية من حيث مدي الالتزام بالعادات والتقاليد والاعراف السائدة في المجتمع ونلمس جميعاً التأثير غير المباشر الذي يطرأ علي ابنائنا خلال فترة دراستهم بتلك الجامعات مما يِؤثر بالتأكيد علي ولائهم وانتمائهم للوطن.
كما نلاحظ ان غالبية الجامعات الخاصة تقتصر علي تدريس العلوم الإنسانية والاجتماعية مثل علم النفس والاجتماع والآداب والادارة وغيرها.. والقليل منها هو الذي يتضمن تدريس علوم الطب والصيدلة والهندسة.. وهذا الوضع يزيد من ارتباك المشهد وتعقيد المشكلة في مصر لأننا نعاني بشدة من تضخم أعداد خريجي الجامعات الذين لا يحتاجهم سوق العمل الفعلي.
وبالتالي علينا ان نطرح سؤالاً هاماً: ما فائدة هذا العدد الضخم من خريجي الجامعات.. انه في الحقيقة استمرار للثقافة المجتمعية المغلوطة التي تصر علي ان يكون ابناؤنا من حملة الشهادات الجامعية لأسباب شخصية واجتماعية غير موضوعية.. الأمر الذي يطرح ضرورة تقييم هذا الوضع برمته ودراسة جدواه للتوصل إلي نتائج عملية بشأنه.. وحتي يتم انجاز هذه الدراسة من الأهمية بمكان عدم الموافقة علي انشاء أي جامعات خاصة جديدة.
وإذا ما انتقلنا إلي ما يسمي "التعليم المفتوح" الذي تم استحداثه بمصر منذ عدة سنوات الذي يتمكن من خلاله حملة الثانوية العامة والثانوية الفنية من استكمال دراستهم الجامعية بعدد من الكليات النظرية.
وهنا تظهر اسئلة جوهرية.. ما المستهدف من استحداث هذا النظام هل نحن في حاجة إلي كل هؤلاء الخريجين وهل سيفيدون المجتمع فعلاً بهذه التخصصات.. أم ان الأمر برمته يبدو صوريا ويحقق فقط فائدة مالية لتلك الكليات التي اقرت هذا النوع من التعليم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف