الجمهورية
لويس جرجس
ائتلاف وتحالف وتشابه عجيب
طرأ علي بالي وأنا أتابع وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية ـ بعيداً عن انحطاط بعضها ـ خاطر غريب رأيت أن أشرك القراء في التفكير فيه معي وهو وجود تشابه بين "تحالف محاربة الإرهاب" الذي أعلنت عنه السعودية مؤخراً و"ائتلاف دعم الدولة" في البرلمان المصري الذي يتردد الحديث عنه منذ بداية أسابيع؟
بدأت التفكير في هذا الخاطر ورأيت أن أبدأ بطريقة الإعلان عن كل من منهما. ووجدت انه من الناحية النظرية فإن قيام تحالف أو ائتلاف يتم بعد انتهاء المشاورات "المعمقة" بين الأطراف المشاركة فيه والاتفاق بشكل نهائي علي كل التفاصيل من حيث الأهداف والاستراتيجيات والوسائل وتوزيع الأدوار بين المشاركين حتي يخرج التحالف أو الائتلاف بصورة واضحة قادرة علي إقناع من يتابع الحدث بأن وراءه إرادة جادة لمواجهة خطر استدعي انشاء هذا الكيان ويتيح الفرصة للمشاركين فيه للدفاع عنه في وجه الاعتراضات التي قد تواجه إنشاءه والبدء فوراً في التنفيذ انطلاقا من الاقتناع الكامل من جانب المشاركين بمشاركتهم في هذا الحدث الكبير.
ثم بدأت استعيد كيفية الإعلان عن تشكيل "الائتلاف" ثم عن "التحالف" وردود الأفعال علي كليهما فوجدت تشابها كبيرا يتمثل في التسرع الناتج عن عدم التشاور "المعمق" وتناقض التصريحات بشأن الحدث وان كان حدث "الائتلاف" أسبق فإنه يمكن الحكم عليه استناداً إلي كثرة ما نشر عنه منذ حوالي ثلاثة أسابيع ويتضمن تناقضات متوالية حول كل ما يتعلق به ابتداء من الاسم الذي مازال محل نقاش ثم عدد الأعضاء والأهداف ووسائل العمل وحتي تاريخ الإعلان النهائي عن قيامه رسمياً بعد أن تأجل أكثر من مرة.
ولأن الإعلان عن "التحالف" تم بنفس الاسلوب العشوائي المتسرع ولأن ردود الفعل مازالت في بداياتها فإنه يمكن الحكم علي مصيره أيضاً بالنظر إلي طريقة الإعلان المتسرعة القائمة علي عدم التشاور مع الأعضاء المشاركين فيه "تم الإعلان انهم 34 دولة" الذين أعرب عدد منهم عن دهشته من إعلان السعودية ضمهم للتحالف بقيادتها ومنهم علي سبيل المثال باكستان وماليزيا واندونيسيا حيث أعلنوا انهم لم يوافقوا رسمياً علي الانضمام إلي التحالف إضافة إلي وجود خلافات واضحة بين عدد من الأعضاء يصعب معه الاقتناع باندماجهم في تحالف واحد.
النتيحة ان التسرع والإعلان العشوائي دون استراتيجية واضحة يقودان حتماً إلي الفشل وبالنسبة لمصر الشعب والدولة فإنها رفضت الأحلاف العسكرية منذ خمسينيات القرن الماضي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف