الصباح
وائل لطفى
شلة الرئيس السيسى
>>ما يفرح هو أن الرئيس ليست له شلة بالفعل لكن ما يحزن أن يكون الرئيس وحيدًا.. فى مواجهة المؤامرات
>>الذين يتاجرون بعلاقتهم بالرئيس يتواجدون بالقرب منه.. وبعلم مؤسسة الرئاسة.. ولابد من إجراءات فعلية تعقب تصريح الرئيس
>>الرئيس يرفض أن تكون لديه «شلة» مصالح ولكن ما المانع من أن يكون لديه تيار يقتنع برؤيته ومنهجه.. وتيار آخر يعارضه
>>الحقيقة أن بعض الإعلاميين يتواجدون فى نطاق جغرافى قريب جدًا من الرئيس فى رحلاته الخارجية.. وأن بعض رجال الأعمال لا يفوتون رحلة خارجية للرئيس.
>>ليس عيبًا - من وجهة نظرى - أن يكون للرئيس شلة أو تيار فكرى وسياسى مؤيد له ولرؤيته.. تمامًا كما أنه ليس عيبًا أو لعله مطلوب أن يكون هناك مجموعات أو تيار معارض لسياسته أو رؤيته.
بضمير مستريح أستطيع أن أعتبر تصريح الرئيس الذى يقول فيه «ليس لى شلة» هو أفضل تصريحات الرئيس فى الفترة الأخيرة على الإطلاق.
التصريح الذى أطلقه الرئيس فى افتتاح مصنع الكيماويات فى الفيوم يؤكد أن صفة «الوضوح» هى من أبرز الصفات التى يتمتع بها الرئيس.. الرجل واضح.. ومباشر.. وصريح، وهو أيضًا لا يترك مساحات للمناطق الرمادية.
الرئيس بالفعل ليست له شلة لا من أهل الإعلام.. ولا من أهل السياسة ولا من أهل البيزنس.
وبقدر ما كان تصريح الرئيس مطمئنًا من جهة، فإنه أيضًا مثير للقلق من جهة أخرى.
وهو يفتح الباب لسؤال كبير يقول: «هل الرئيس وحيد»؟
هل هو وحيد فى مواجهة جهاز بيروقراطى مترهل ومتعفن وكسول؟
هل هو وحيد فى مواجهة سياسيين لا يتحدثون سوى لغة المصالح ويحترفون الأكل على كل الموائد؟
هل هو وحيد فى مواجهة إرهاب مدعوم بدول بعضها فى حالة تآمر دائم على مصر.. وبعضها يتآمر «وقت اللزوم»؟!
شىء رائع وأخلاقى ومنضبط للغاية ألا تكون للرئيس شلة مصالح معينة.. لكن غير الرائع أن يكون الرئيس وحيدًا.
ترفع الرئيس عن أن تكون له شلة.. لا يعنى أن يبقى وحيدًا أو منعزلًا عن الناس.
من المرفوض جدًا أن تكون للرئيس شلة مصالح، وهو ما يترفع عنه الرئيس.. لكن ربما كان مطلوبًا جدًا أن تكون للرئيس شلل فكرية وسياسية.. تفهم رؤيته وتتبنى منهجه وتناصره فى مساعيه.
من المرفوض للغاية أن يتمسح البعض فى الرئيس.. وأن يُحمّله فاتورة حماقاته.
من المرفوض جدًا أن يدعى بعض الإعلاميين أنهم الأقرب للرئيس.. أو أن يوحى بعض رجال الأعمال أنهم عرابو سفريات الرئيس ورحلاته الخارجية.
لكن الحقيقة أن بعض الإعلاميين يتواجدون فى نطاق جغرافى قريب جدًا من الرئيس فى رحلاته الخارجية.. وأن بعض رجال الأعمال لا يفوتون رحلة خارجية للرئيس.
أعرف أن بعضهم يبادر، وبعضهم يتمسح.. وبعضهم يفعل دون أن يطلب منه.. لكن المنطق يقول إن هذا لا يمكن أن يحدث دون موافقة الرئاسة.. ودون رضا منها.
المثل الشعبى يقول إن «السكوت علامة الرضا»، والرئاسة لا تسكت فقط.. لكنها توافق وترضى وتمنح الموافقات والتأشيرات.. بالتأكيد لا يحصل هؤلاء على أى وضع استثنائى مقابل هذا.. ولكن ليس هذا ما يصل لكل الناس أو للبسطاء منهم على الأقل.
لذلك كان تصريح الرئيس بأنه ليست له شلة رائع جدًا.. وإن كان ينتظر المزيد من الإجراءات والخطوات الفعلية ليترسخ أكثر فى الأذهان.
>>>
تبرؤ الرئيس من شلل المصالح حقيقة واقعة، أكدها هو للرأى العام.. ولكن هذا الحرص على إبعاد المنتفعين سواء من أهل الإعلام، أو من أهل السياسة أو البيزنس.. لا يعنى أن يبقى الرئيس وحيدًا.
مطلوب أن ينفتح الرئيس على كل فئات وشرائح النخبة المصرية المؤثرة حتى وإن كان فى هذا إهدار لبعض من وقته الثمين.
مطلوب أن يستمع الرئيس لوجهات نظر متباينة ومختلفة ترى المشهد من مختلف الزوايا والأبعاد.
ليس عيبًا أن يجلس الرئيس مع فلان أو أن يمنح جزءًا من وقته لعلان.. ولكن العيب أن يتاجر هذا أو ذاك بعلاقاته بالرئيس.. أو أن يبحث عن مصلحة من وراء ذلك.
ليس عيبًا - من وجهة نظرى - أن يكون للرئيس شلة أو تيار فكرى وسياسى مؤيد له ولرؤيته.. تمامًا كما أنه ليس عيبًا أو لعله مطلوب أن يكون هناك مجموعات أو تيار معارض لسياسته أو رؤيته.
لكن ما يحدث الآن أن مجموعات وتيارات مختلفة تتنافس على تأييد الرئيس بطريقتها.. وكل منها يدعى أنه الأقرب لفكر الرئيس.
فالقوائم المتنافسة فى مجلس الشعب كانت تنهش فى لحم بعضها البعض.. ويدعى كل من قادتها أنهم الأقرب لفكر الرئيس.
وكثير من رجال دولة مبارك يدعون أنهم يدافعون عن الرئيس، وينافسهم فى هذا بعض ألمع رموز معارضة نظام مبارك.. وهذه المعركة تنتقل للإعلام بتجليات مختلفة وبأشكال مختلفة.
الرئيس ليس مسئولًا عن هذا بالطبع.. فضلًا عن أنه من الطبيعى أن يكون رئيسًا لكل المصريين.. خاصة أنه يحظى بشعبية كاسحة لا خلاف عليها.. لكن المطلوب أن يكون الفرز على أساس سياسات اجتماعية واقتصادية واضحة.. من يؤيدها يكون مؤيدًا لسياسات الرئيس، «وله كل الاحترام»، ومن يعارضها يكون معارضًا لسياسات الرئيس - لا لشخصه - وله أيضًا كل الاحترام.. وقتها فقط يمكن أن يكون للرئيس «شلة» أو تيار مؤيد دون أن يغضب أحد.. أو يرى فى ذلك عيبًا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف