المساء
عبد المنعم السلمونى
حروف متحركة السيارة ذاتية القيادة بين القانون والأخلاق
كثر الحديث عن السيارات ذاتية القيادة. أو السيارات التي تسير بدون سائق.
وتوالت الأنباء عن تجربة هذه السيارات بالفعل علي الطرق حيث أثبتت نجاحا معقولا من النواحي التكنولوجية والفنية. وإن كانت بعض العيوب التي ظهرت خلال التجارب. كما أثارت التساؤلات حول النواحي الأخلاقية في القيادة ومن يكون المسئول عند وقوع الحوادث. هل هو مالك السيارة أم الشركة المنتجة أم صانع البرامج "السوفت وير" والتي تتحكم في قيادة السيارة وسرعتها وتوجيهها.
وفي الفترة الأخيرة بدأت وسائل الإعلام الغربية التحدث عن برنامج اسمه "الطيار الآلي". يتيح للسيارة قيادة نفسها تحت ظروف معينة.
ووصف المؤيدون وأصحاب الرؤي المستقبلية هذا البرنامج بأنه يعني "الوصول للسيارة ذاتية القيادة بالكامل". لكن البعض قالوا إن التقنية لم تصل إلي حد الكمال. " ولهذا تقول الشركة المصنعة إنه. حتي في وجود الطيار الآلي. ينبغي علي السائق أن يظل ممسكا بعجلة القيادة " .
وبالمصادفة. تزامن ذلك مع قيام علماء في جامعة ميتشجان بنشر تقرير جديد بعنوان "هل نحتاج لاختبارات الترخيص ورخصة التأهل للسيارات ذاتية القيادة"؟ وفيه ناقشوا الأمور التنظيمية وكيفية جعل هذه السيارات مؤهلة للسير علي الطرق.
ويطرح البحث قضية مهارات القيادة اللازمة لهذه السيارات. كي تتحكم في نفسها. وهل يمكن تطبيق قواعد التأهل لحصولها علي رخصة. علي غرار السائق البشري؟
وظروف السير نهارا تختلف بالنسبة للسيارات ذاتية القيادة عن ظروف القيادة ليلا. وبالتالي يختلف الأداء خلال التجارب النهارية عنه في الليل. حيث لا تكون الإضاءة كافية. ولذلك لا تصلح لغة الوصف بالإشارة.
لذا يجب أن يضمن الترخيص قدرة السيارة علي العمل في كل الظروف.
ومن المشكلات ايضا أن الكمبيوتر الذي يقود السيارة. ينقصه السمات الإنسانية. مثل إدراك النماذج. والتفكير الأخلاقي والجرأة.
وإدراك النماذج يمثل نقطة ضعف كبيرة في جميع أجهزة الكمبيوتر. وخصوصا في الطرق غير العادية. وبالتالي تصبح القيادة اليدوية ضرورة في أماكن البناء وعند سقوط أشياء علي الطرق مثل كابلات خطوط الكهرباء أو فروع الأشجار أو غيرها.
والجانب الأخلاقي لا يقل أهمية. فلو وجدت السيارة نفسها في موقف لا يمكن معه تفادي التصادم. هل تتجه نحو أقرب عامود إنارة لتصطدم به وتقتل راكبها فقط. أم تندفع علي رصيف مزدحم بالمشاة. لتنقذ السائق وتقتل العشرات؟
عند هذه النقطة. يمكن أن تكون المشكلة الأكثر إلحاحا هي تعليم السيارات ذاتية القيادة السير بجرأة. مثل البشر. وذكر تقرير حول سيارة جوجل ذاتية القيادة. أنها ظلت تدور حول نفسها بعد أن وجدت أن هذا هو القرار السليم. أما السائقون البشر فلا يفعلون ذلك.
والقضية الأكبر في نظر الباحثين. أنه لو كانت هناك اختبارات لرخصة القيادة لهذا النوع من السيارات. فهل يتم الترخيص بشرط خضوعها للقوانين أم بعدم الخضوع لها؟ وهل يقوم الصناع ببرمجة السيارة لكي تطيع القوانين أم لتخالفها؟ وإلي أي مدي؟ فالسائق البشري يمكن أن يخالف القانون إذا رأي في ذلك اضطرارا لإنقاذ الأرواح أو لتفادي كارثة. مثلا.
وهل تتم البرمجة بحيث تنقذ السيارة راكبها. حتي تحقق مبيعات أكثر. أم تضحي به لانقاذ أعداد كبيرة من الناس؟
وما سبق يمثل بعض العوائق التي يجب التغلب عليها قبل السماح للسيارات ذاتية القيادة بالسير علي الطرق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف