* قررت هيئة السكك الحديدية تفعيل القانون الذي ينص علي الحبس أو الغرامة لمن يستخدم القطارات دون تذكرة سفر.. يأتي ذلك تنفيذاً للحملة الصارمة التي يقودها وزير النقل لإعادة الانضباط وإجبار الركاب علي سداد قيمة التذاكر بعد زيادة نسبة التهرب وإهدار الإيرادات.
ونحن مع هذه الحملة الصارمة.. ولكن لسنا مع الحبس.. ولابد من تغيير القانون.. أفهم أن يتم مضاعفة قيمة الغرامة مرة أو مرتين وتشديد الرقابة.. ولكن أن يحبس مواطن لأنه ركب القطار بدون تذكرة فتلك مصيبة كبري.. هناك من الركاب من يهرولون علي الأرصفة للحاق بالقطار.. وقد يركبون دون تذكرة ويدفعون الغرامة مهما كانت.. أما الحبس فلا أحد يقدر عليه.. عافانا الله جميعاً منه.. الحبس للمجرمين.. وبعض مما يركبون القطار دون تذكرة لظروف خاصة ليسوا مجرمين.. ويجب تقدير ظروفهم.. خصوصاً أن هناك من لهم إعفاءات كاملة من التذاكر.. وهؤلاء وهؤلاء مواطنون متساوون في الحقوق.. هذه ليست دعوة للإنفلات وتقليل العقوبة.. وإنما دعوة للإلتزام بالواقعية.. نحن الصحفيين نرفض الحبس في قضايا النشر فهل نقبل الحبس في تذكرة القطار؟!
***
* استقبل كورال الأطفال في كندا ـ أكثر من مائة طفل وطفلة ـ المهاجرين السوريين بنشيد "طلع البدر علينا".. رددوه بلغة عربية مكسرة.. وذكرونا باللحظة التي استقبل فيها الأنصار رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر أثناء الهجرة من مكة إلي المدينة.. لحظة تقشعر لها الأبدان.. بينما وقف رئيس الوزراء الكندي الجديد جاستن ترودو بنفسه يستقبل الرجال والنساء المهاجرين محيياً ومرحباً.. ومداعباً للأطفال.
يا أيها السفاحون والإرهابيون والظالمون تعلموا.
ويا أيها اليائسون والمحبطون.. مازال في الدنيا خير.
***
* وبينما يتفنن الأغنياء عندنا في شراء أفخم الطائرات والسيارات واقتناء القصور والإنفاق علي بنات الليل في علب الدعارة تبرع ثري كندي بمليون ونصف المليون دولار لاستضافة وإعاشة 50 أسرة سورية في ضواحي تورنتو.. ويتبرع ثري آخر بتأثيث 12 شقة لإيواء اللاجئين في فانكوفر.. ويلغي عروسان حفل زفافهما ويقرران توجيه المبلغ المخصص لهذه المناسبة لصالح تغطية نفقات أسرة سورية لاجئة.
إن الفارق بيننا وبينهم ليس فقط في مستوي المعيشة والعلم والتقدم التكنولوجي والنظام والديمقراطية وحقوق الإنسان والمستوي الثقافي.. الفارق الأكبر في الضمير.
ماذا فعل أثرياؤنا.. وماذا فعلنا نحن؟
***
* الهجمة التي واجهت مرشح الرئاسة الأمريكي المتعصب دونالد ترامب دفاعاً عن الإسلام والمسلمين جاءت في معظمها من شخصيات ومؤسسات غربية.. أمريكية وأوروبية.. وهو ما يجب أن يدفعنا إلي مراجعة انطباعاتنا عن هذه المجتمعات.. ويدفعنا إلي التواضع في أحكامنا العامة التي نطلقها عليهم.. في هذه المجتمعات قلوب رحيمة وعقول منفتحة وضمائر يقظة مثلما فيها متطرفون ومتعصبون ومتآمرون.. المهم كيف تخاطب الفريق الأول ونقنعهم بعدالة قضايانا.. وكيف نخاطب الفريق الثاني ونعمل علي تحييدهم علي الأقل.
يجب أن نكون فاعلين.. ولا نقنع بموقف المتفرج.
***
* أخطأ أحمد موسي حين نشر صوراً فضائحية للمخرج خالد يوسف عضو مجلس النواب.. هذه ليست بطولة أبداً ولا علاقة لها بالمهنية والسبق الإعلامي.. ولكن رد خالد صلاح كان غريباً وأكثر عبثاً.. حيث هدد أحمد موسي بنشر صور فضائحية له.. وعيره بضربات "القفا" وببكائه من أجل الصلح مع أسامة الغزالي حرب خوفاً من السجن.. ثم انفجر قائلاً: "أنت مانتاش قدنا".
والسؤال: من أنتم؟!
هل هناك ائتلافات وتكتلات سرية في مصر لا نعرفها؟!