حازم هاشم
مكلمخانة لابد من ردع صبية التشجيع الكروي
أشعر اننا قد فرطنا في أقدارنا وقيمة بلادنا بالقدر الذي جعل الصبية من مشجعي كرة القدم يشكلون فيما بينهم روابط تحولت إلي تنظيمات شبه سرية تحرك جماهير الصبية إلي حيث يثيرون القلاقل ويهددون الأمن ونشاط النوادي!، ولست أدعي لنفسي أنني من الذين يفهمون أمور كرة القدم وفنياتها، كما انني لا أواظب علي متابعة مباريات الكرة، وغاية ما كنت أهتم بالفرجة عليه ما تذيعه قنوات التليفزيون لمباريات الأندية الأشهر في العالم، ولكنني فقط ألقي بملاحظتي علي تفريطنا كل هذا التفريط ازاء ما يفعله جمهور الصبية تحت شعارات وقيادات مشبوهة لتنظيماتهم، وهؤلاء القادة قد عقدوا العزم علي إغلاق دواء اللعبة كلها، والحيلولة دون أن يجري نشاط كرة القدم في هدوء اضطررنا له اضطراراً بسبب الجرائم التي ترتبت علي نشاط جماهير الكرة في مدرجات النوادي إلي حد وصول هذه الجرائم إلي قضايا تنظرها محاكم الجنايات!، وقد وجد صبية التشجيع- وقد تعددت أسماء فرقهم- في منع الأمن حضور الجمهور للمباريات وانعقادها بلاعبيها فقط!، وجد هؤلاء بغيتهم في منع حضور الجمهور المباريات كسبب محوري تدور حوله كافة ممارساتهم التي اعتادوا عليها قبل قرار المنع!، والذي كان قراراً اضطرارياً اتخذته جهات الأمن، بعد أن أصبح حضور الجماهير لمقار الأندية والاستادات مدعاة لإثارة الشغب المؤدي إلي جرائم أمنية، ومما سبق أن جري في هذا السبيل ما يمكنني بضمير خالص القول إن للأمن حقه المطلق في وقف حضور الجمهور المباريات!، خاصة وأن هذا يقطع الطريق علي «صبية التشجيع» وروابطهم التي تحولت إلي «منظمات سرية» بالفعل! فهي تحشد الصبية بأعداد غفيرة، ويندسون ضمن الجمهور الذي يتوجه لمشاهدة المباريات بدون نزعة أو نوايا عدوانية، ولكن جماهير الصبية يدخلون إلي مقار عقد المباريات وهم يحملون خفية بعض المواد القابلة للاشتعال، وبعض السلاح الأبيض. ثم مسدسات الصوت التي تروع نفوس المتواجدين لمتابعة المباريات، ويكون المطلوب افتعال الشجار مع البعض!، ونزول بعضهم إلي أرض الملعب لتوسيع دائرة الاشتباك بين الصبية واللاعبين! بحيث تتوقف المباراة تحت ضغوط الفوضي العارمة التي اصطنعها الصبية!
وبمناسبة الحادث الأخير عند ستاد «بتروسبورت»، وفي أعقاب ما جري خلاله، قرأت ما يؤكد ما ذهبت إليه من اننا قد فرطنا كثيراً وأهملنا فيما يجب عمله لردع هؤلاء الصبية!، إذ قرأت تهديداً واضحاً صريحاً من روابط الصبية من محبي أحد النوادي برفع شعار: عودة الجماهير للمدرجات أو إلغاء الدوري!، فها هم يفرضون شروطهم التي وصلت إلي وضع هيبة السلطات في الميزان!، ولم يبق أمام السلطات غير إلغاء الدوري!، حتي لو كان هذا الاجراء يتعلق بسمعة الدولة التي أذعنت لروابط الصبية!، خاصة واننا نمر بمرحلة دقيقة تتعلق فيها أمور حمايتنا لجموع الوافدين إلينا من الأجانب والسياح بكثير من الحزم ودقة اجراءات الانضباط!، فهل يمكن أن نلتفت عن هذه النقطة بالغة الحيوية!، مراعاة لخواطر روابط الصبية!، أو السماح لجماهيرهم بحضور المباريات حتي تتحقق النتائج السوداء لقرار السماح بذلك!