الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات مليار!؟.. يا له من كسوف!!
مع الأسف الشديد ليس من حق مجلس النواب الجديد مراجعة الميزانية "2015 2016".. حتي القرارات الرئاسية التي تحولت إلي قوانين.. نشرت جريدة "الأهرام" يوم الجمعة الماضي الفتوي الفاصلة التي تؤكد ان هذه القوانين ستظل سارية وليس هناك نص بضرورة عرضها علي المجلس الجديد.
سبب الأسف الشديد انني قرأت في كل صحف أمس مانشيتات مؤسفة تتحدث عن "الاحتفال"!!! بتوقيع الاتفاق علي حصول مصر علي الدفعة "الأولي"!!! من قرض البنك الدولي!!! البالغ مليار دولار من إجمالي ثلاثة مليارات تحصل عليها مصر علي ثلاث دفعات!!!
شهد "مراسم الاحتفال" رئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل!!!
***
هل نعود مرة أخري إلي البنك الدولي!!! ومن أجل ثلاثة مليارات!!! علي ثلاث دفعات!!! يا سلام.. بعد ان كنا قد بدأنا الجمهورية الثالثة بشطب بند العجز في الميزانية.. مع "الطلاق البائن" للبنك الدولي!!! ثم هل نحن في أشد الحاجة لمليار دولار؟!!! وعندنا في بند المصروفات "بالوعات" لا لزوم لها.. معظم دول العالم المتمدين والمتخلف شطب مثلاً بند السيارات الحكومية.. سيارات الركوب لكبار الشخصيات!!!.. المفروض سيارات الجيش والشرطة والاسعاف والمطافيء فقط!!!
تصوروا من تضخم هذا البند صرح لي أكثر من وزير بأنه من الصعب حصر مصاريف وتكاليف سيارات الحكومة!!! وكل وزارة وكل هيئة وكل مؤسسة من حقها أن تشتري علي نفقة الدولة من الميزانية المخصصة لها ما تريد من سيارات سواء محلية أو مستوردة!!! وكل مصاريف السيارة من سائق وجراج وبنزين وزيت وتصليح وغيره.. كل هذا علي نفقة الدولة.. رئيس إحدي المؤسسات الحكومية اشتري 23 سيارة دفعة واحدة.. ثم قام ببيعها!!! نعم هناك تحقيقات منذ أكثر من سنة ضمن قضايا لم تنظر بعد!!! ولكن السؤال هو: لماذا هذه السيارات المخصصة لأفراد لا يمكن بأي حال من الأحوال لا يكون هؤلاء الأفراد لا يملكون بدل السيارة عدة سيارات!!!
هل تتصور مثلاً ان هناك رئيس وزراء سابق أو لاحق أو حالي أو من قديم الأزل لا يملك أكثر من سيارة وأيضاً أي وزير أو موظف كبير أو صغير أو ابن أي مسئول!!!.. لا تقل لي ممدوح سالم ولا سليمان حافظ ولا سعد زغلول أو مصطفي النحاس أو غيرهم.. هؤلاء جيل مضي ولن يعود.. ممدوح سالم مدير أمن الإسكندرية ثم المحافظ ثم وزير الداخلية ثم رئيس الوزراء لا يملك شقة!!! شقته المتواضعة بالإسكندرية بإيجار قديم ولا يملك سيارة ولا حساباً في أي بنك.. سليمان حافظ أستاذ الجامعة عندما جاءته سيارة الوزارة طلب من السائق أن يخبره برقم الترام الذي يذهب إلي لاظوغلي لأنه تعود علي الترام!!!
***
وبعد..
هقت من الكلام المعاد.. ولكن أمامي "بارقة أمل" قريباً.. وهو البرلمان الجديد.. سنشطب بند السيارات وسنخفض ميزانية التمثيل الخارجي إلي النصف لنتساوي مع أمريكا!!! وهذه قصة أخري.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف