الجمهورية
عبد الحليم رفاعى حجازى
مافيا الدروس الخصوصية
بسم الله الرحمن الرحيم.. به نستعين.. إيمانا واحتسابا.. أنه المعلم الأول كما ورد في القرآن الكريم.. وبالتالي ليس بدعا أن تنطلق خطة العمل استراتيجيا وبشعار بناء مؤداه "الكياسة مع السياسة" شريطة أن تتواصي بحق القوانين وواجب العدالة والرحمة فوق العدل والفطانة مع البطانة شريطة أن نحقق الرضا لله ثم الرفعة للوطن. وبالتالي فإن السلوك كل السلوك يكون استجابة فحواها "الريادة وليست الرئاسة والرعاية وليست الحراسة والانضباط وليس الضبط والالتزام وليس الإلزام والبناء وليس مجرد الإنهاء والأخذ باليد وليس الضرب علي اليد ومن ثم يكون الحصاد الهادف مواجهة المحسن بإحسانه فيشكر والمسيء بإساءته فيعذر أو يعزر إذا زاد أو كرر شريطة أن يكون التقدير والعقاب انطلاقا من رأي القرآن وليس من منطلق السلطة والسلطان.
ويتواصل حديثنا من هذا المنطلق بضرورة أن يكون المعلم عند مسئولي الأمانة والمسئولية كما حددها المعلم الأول سبحانه .
وهذا يفرض علي الدولة مسئولية مماثلة في الارتقاء بالعملية التعليمية ووضع الأسس الكفيلة بأن تؤدي المدرسة دورها وفي المقدمة المعلم وإذا كنت قد أشرت من قبل إلي أن المدارس قد تحولت "لمارثون" للدروس الخصوصية فإنه يجب أن تتخذ الإجراءات الصارمة للمواجهة الفاصلة وبغرض التجريم والتحريم لهذه الظاهرة المدمرة لكل خلق علمي وتعليمي واجتماعي وبالتدريج مع وضع الضوابط والقيود الممهدة لإصدار التشريعات التي تجرمها وتحرمها.
أخيرا وليس آخرا: ضرورة الإعلام الدائم والهام عن التركيز الشديد علي العوامل المدرسية والتعليمية اعتبارها السبب الرئيسي لتعاطي ظاهرة الدروس الخصوصية والتي أخذت تتمدد في جسم التعليم المصري وعلي كل المراحل التعليمية ابتداء من الأطفال حتي الدراسات العليا وفي جميع الأسر القادرة وغير القادرة وفي المدن وفي الكفور والنجوع وفي المدارس الحكومية وغير الحكومية.. مع ملاحظة أن هذه الخطورة لا تتوقف عند تحميل أولياء الأمور فوق طاقتهم اقتصاديا وإنما هو الأشد خطورة تؤدي إلي تخريب عقول أبنائنا بما يحفظون من ملخصات وملخصات الملخصات ومذكرات ليلة الامتحان وما قبله بساعة ناهيك عن تدمير العلاقات الإنسانية بين المعلمين والتلاميذ وفقدان القدرة والمثل.
وبعد: أيها المعلمون: أيها المربون: الدولة غنية بكم وتكرس جهودها للوفاء لكم وتتوسع في البعثات الداخلية والخارجية من أجلكم. ومن هنا فإن مسئوليتكم جسيمة وهكذا أصحاب الرسالات ومن ينبض برسالته بشرف وأمانة لابد وأن يكون أولا قدوة حسنة يتأسي به أبناؤه وبناته وقد قال الجاحظ لمعلمي أبنائه "عليكم بأنفسكم أولاً".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف