ونحن علي أعتاب عام جديد نقلب أوراق عام مضي وما تحقق خلاله من إنجازات ومشروعات علي أرض الواقع من أجل تنمية شاملة ترتقي بشعب له باع طويل في البناء وبذل العرق وحضارة تمتد إلي حوالي سبعة آلاف عام ونتطلع إلي مستقبل أكثر إشراقا من أجل بناء أجيال قادرة علي قهر المستحيل والمشاركة في تشييد حركة التنمية والتعمير والبناء بجهود لا تعرف اليأس أو التكاسل.
في نفس الوقت يجب أن نستعرض ما تحقق لقطاع عريض من شبابنا وما هي البرامج والخطط التي أعددناها لتأهيل هؤلاء الأبناء واحتضانهم وتوفير فرص عمل تأخذ بأيديهم كي يتمكنوا من المشاركة في أعمال البناء التي تشهدها بلادنا في هذه المرحلة التي تتطلب تضافر الجهود واستغلال طاقة الشباب في كل المواقع وتدبير فرص العمل والتأهيل لكي يمضوا في تحمل الأعباء وقيادة المستقبل بكفاءة واقتدار.
ومن الإنصاف أن الشباب يعاني من البطالة وقلة فرص العمل المتاحة في مختلف القطاعات والهيئات رغم أننا في أشد الحاجة لهؤلاء الشباب وتحقيق طموحاتهم في غد أفضل والمساهمة في البناء بإيجابية وطاقة خلاقة.
ولاشك أن أي دولة تسعي بكل ما لديها من إمكانيات لاحتواء هذا القطاع وتأهيله ليتولي أمانة المسئولية في هذه الفترة من حياته الزاخرة بالطاقة والحيوية والطموح الذي يحقق الرغبات بكفاءة واقتدار.. وحينما نتطلع إلي الدول المتقدمة فإننا نجد أن هذا القطاع في بؤرة اهتمام القائمين علي شئون الأمة حيث نري الشباب في هذه الدول يتمتع بمواقع المسئولية وقيادة العمل في شتي المجالات والنماذج كثيرة ومتعددة ومنها علي سبيل المثال أن رئيس وزراء إيطاليا لم يتجاوز أربعين عاما.
ولا يفوتنا أن نشير إلي أن الدولة تسعي إلي تأهيل الشباب والأخذ بيده من أجل الانضمام إلي كتيبة العمل الجاد وتحقيق طموحاته التي يتطلع إليها رغم أن مشروع "القادة" الذي أطلقه رئيس الجمهورية وحرصه علي اصطحاب الشباب في مختلف المناسبات إلا أن الأمر يتطلب مشاركة كل أجهزة الدولة من أجل القضاء علي البطالة التي يعاني منها الشباب خاصة أنها بلغت نحو 12% مما يلقي علي كل الأجهزة والهيئات مسئولية إعداد وبناء هذه الأجيال علي أساس من القيم والمبادئ واستيعاب حركة العصر بكل إمكانياتها الحديثة في عصر التكنولوجيا والمعلومات ولا يجب أن ننسي أن هؤلاء الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل.. فهل نستطيع تحقيق آمالهم وطموحاتهم في العام الجديد؟