إذا كان من حق أي مواطن أن يشيد بخطاب الرئيس السيسي إلي الأمة.. ففي المقابل من حق أي مواطن أيضاً أن ينتقد الخطاب. ويبدي ملاحظاته عليه من حيث الشكل أو المضمون. أو كليهما. طالما أن نقده منطقي. وفي إطار من الوطنية الخالصة. وأنه ينشد الأفضل.
انطلاقاً من هذا المفهوم الديمقراطي أقول: إن الخطاب بشكله ومضمونه له جوانب إيجابية كثيرة.. وعليه بعض الملاحظات الشكلية التي كان يمكن أن تخرج للناس بشكل أفضل.
* أولاً.. الإيجابيات:
1- إنها المرة الأولي في حياتنا التي يقرر رئيس الدولة توجيه خطاب "شهري" إلي الأمة. يصارح فيه الشعب بما يجري في الداخل والخارج. ويمس حياة المصريين جميعاً.
2- ولأنه أول خطاب "شهري" فقد تعددت فيه القضايا المطروحة.. وأنا كمواطن أُفضل في المرات القادمة أن يركز الرئيس علي قضية أساسية يخوض في كل جوانبها بالتفصيل المباح.
3- الرئيس في خطابه رد علي التسريبات المفبركة حول دول الخليج العربية. دون أن يذكر كلمة "تسريبات".. والمنطق يقول إن السيسي إذا كان لم يتطاول حتي علي الأعداء المجرمين علي مدي ألف ساعة تحدث فيها للمصريين. فكيف بالله يمكن أن يصدق أحد أنه يمس بسوء أشقاء وقفوا بجانبنا وحلفاء ساندونا؟!
4- رد أيضاً علي فبركة "الجزيرة" العميلةــ دون أن يلوث لسانه باسمهاــ حول قتل مدنيين في الضربة الجوية لمعاقل داعش بليبيا. وأكد أن جيش مصر لحماية الشعب. فهو لا يهاجم أو يغزو أحداً. وأن المقاتلات المصرية ضربت 13 هدفاً لداعش بعد دراسة دقيقة ودون استهداف أي مدني. مذكراً الجميع بأن الجيش المصري رفض دك معقل للإرهابيين بسيناء في رمضان الماضي. عندما علم أنهم يتحصنون وسط أطفال ونساء.
5- الرئيس تحدث عن قضايا داخلية في غاية الأهمية مثل الإفراج عن الدفعة الأولي من الشباب خلال أيام. وأنه لا يتدخل في القضاء. وعن المشروع القومي لتأهيل الشباب وتخفيض غرامات القطن والأرز. وإسقاط ديون صغار المزارعين. وتطوير العشوائيات والقري الأكثر احتياجاً. والانتخابات البرلمانية. وغيرها مما طمأن الناس جميعاً علي حاضرهم ومستقبلهم.
* ثانياً.. الملاحظات:
1- ظهر الرئيس جالساً في صالون.. وأنا كمواطن كنت أفضل أن يكون واقفاً علي منصة. وهو ما يناسب توجيه الخطاب إلي الأمة لأهمية الحدث والحديث.
2- كمواطن أيضاً.. كنت أفضل أن يكون أمام الرئيس ورقة بعناصر كل قضية يتحدث فيها.
3- في رأيي أنه ما كان يجب نقل صورة الرئيس تارة من الأمام. وتارة من الجانبين.. كنت أفضل أن نري الرئيس من الأمام مباشرة. حتي نعيش معه في الجو النفسي والانفعالي.
هذه رؤيتي كمواطن تجاه أول خطاب "شهري" للرئيس.. قد أكون مصيباً. أو مخطئاً.. فسامحوني إن أخطأت.
شكراً سيادة الرئيس.. وتحيا مصر.