المساء
عبد الحميد اباظة
بلا ضجيج المعادلة الصعبة!
حقاً أنها معادلة صعبة جداً بل ومستحيلة بالنظم الحالية ماذا حدث؟ سؤال يغالبني وأنا كطبيب في مستشفي حكومي أناظر مرضي فقراء. مرضي لا يجدون ثمن تذكرة الكشف المجاني. مرضي لا يمكن لهم شراء الدواء في الروشتة إلا عند مستوي محدد لا يتعداه. مرضي يتوقفون عن العلاج لعدم قدرتهم علي الاستمرار في شراء الدواء. مرضي عندما تطلب منهم فحوصات لا يعودون إلا مع بداية الشهر عندما يتمكنون من توفير التكلفة المطلوب نعم هذه النوعية التي مازلت أراها بالمئات يترددون علي المستشفيات وغيرهم من أنماط يصعب عليك وصفها ثم أسمع وأنا جالس البعض من الزملاء أو المسئولين ان جميع الأطباء يعملون من أجل الفقراء أي فقراء بربكم أن الشعارات مقبولة في أي حدث أو موضع إلا "المرض" كفاكم الله شره بعض الأطباء يعاملون المرضي باستخفاف وغلظة كل همهم جمع المال والثراء. هناك مريض لا يجد قوت يومه وعندما تطلب منه دخول المستشفي نطالبه أن يدفع مبلغاً تحت الحساب لا يملك ربعه أو عشره وهنا يتبادر إلي ذهني "ماذا لو مرض الفقير" في بلدنا؟! ماذا يفعل؟ وأين يذهب؟ سبق أن تحدثت عن الوساطة في العلاج وهذا أمر دخيل علي الطب يستحق منا تفكيراً حقيقياً لا شعارات فيه ولا مكاسب مادية أو إعلامية ولكن تفكير لوجه الله فقط نبحث فيه ماذا لو مضر الفقير.. أعيش هذه المأساة لدرجة أني فكرت أن نجتمع مجموعة أطباء مما أعطاهم الله الستر نجتمع في مسمي رابطة أو مجموعة تقدم خدمة طبية محترمة بدون مقابل للفقير تحقق للغلابة تكافلاً حقيقياً لا شهرة فيه إلا إبتغاء وجه الله حتي نرد عملياً علي السؤال الخطير جداً يا ناس يا أصحاب الفلوس وأصحاب الجاه والسلطة يا عالم ماذا يفعل الفقير إذا مرض؟ يا رب أكفينا شر المرض والفقر.
هيا بنا ندعو إلي التكاتف وصحوة ضمير من أجل المريض الفقير الذي يحتاج إلي من يواسيه بالكلمة الطيبة واستقبال أخوي يعطيه الأمل في الشفاء لأن بسمة الطبيب في وجه المريض صدقة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف