المساء
محمد جبريل
ع البحري داعش ومسميات الإعلام الغربي
داعش هو الاسم الرمزي. أو الحركي. للتنظيم الإرهابي. اسمه المطول تنظيم الدولة الإسلامية.
الإعلام العربي يقصر تناوله علي تنظيم داعش باسمها الرمزي. ذلك هو اختيار التنظيم. فضلاً عن أنه من التعسف أن نربط بين التنظيم الإرهابي ـ علي أي نحو ـ وبين الإسلام.
تصر حكومات الغرب. ووسائل الإعلام الغربية. علي إهمال الاسم الرمزي. وذكر الاسم المطول. فإذا افترضنا سوء النية ـ دليلنا وقائع أخري سابقة ـ فان التأكيد علي تسمية الدولة الإسلامية. لأنها ترتبط بالإسلام. مجرد أن يذكر الدين الإسلامي في مجال الإرهاب.
العادة أن تستخدم الميديا الاسم المختصر للمنظمات والمؤسسات الدولية. ثمة اليونسكو والأليسكو واليونسيف وأوبك وأوابك وآسيان. وثمة ـ في التنظيمات السياسية ـ فتح وحماس وغيرها. وهو ما يحرص عليه إعلام الغرب. في مقابل الحرص علي تسمية الدولة الإسلامية بديلاً عن داعش. لأسباب تتصل بالإرهاب.
أشير ـ في السياق ـ إلي تسمية الشرق أوسطية.. تعبير جديد. ظهر في حياتنا منذ أعوام قليلة. لكنه ـ باصرار الإعلام الصهيوني ولامبالاتنا ـ أصبح متداولاً. فلا تستوقفنا خطورته.
إسرائيل هي صاحبة التعبير. حتي لا تظل جسماً غريباً في المنطقة العربية. ولغياب الفعل العربي. أو رد الفعل العربي. فقد تسللت إلي حياتنا تعبيرات أخري تدور حول نفس المعني. لعل أخطرها ثقافة حوض البحر المتوسط.. فهي تجعل من الدول التي تطل علي البحر المتوسط إقليماً يضم إسرائيل. ويفرض عزلة بين دول البحر المتوسط العربية وغيرها من دول المنطقة العربية.
ثمة مؤتمرات دعت اليها منظمات دولية تحت اسم ثقافة البحر المتوسط. وثمة مهرجانات شبابية ونسوية تحت الاسم نفسه. حتي الرقص الشعبي العربي نسبه الإعلام الصهيوني إلي ثقافة البحر المتوسط.. محاولة سافرة لطمس الهوية العربية. لإلغاء تاريخها وموروثها. وإدماجه في هوية مصنوعة. جعلت من الدين إطاراً لها. أما الصورة فهي خليط من حضارات وثقافات ولغات متباينة.
المنطقة التي زرع فيها الاستعمار دولة إسرائيل اسمها المنطقة العربية. واسمها المشرق العربي. وهي بعض أقاليم الوطن العربي.. وإذا كنا قد قبلنا بتسمية الشرق الأوسط لأن تركيا وإيران تنتميان إلي المنطقة. فإن كل الخطر في قبول تسمية ثقافة البحر المتوسط. لأنها تستهدف الثقافة التي تعني الحضارة والتاريخ والفكر والإبداع.
الشرق أوسطية وثقافة البحر المتوسط بديل لتسميات القومية العربية. والمنطقة العربية. والشرق العربي. والعمل العربي المشترك. والتضامن العربي. إلخ.
تتعدد أهداف الساعين إلي اقامة الشرق الأوسط الكبير. تركيا أردوجان تحاول استعادة زمن الخلافة المندثرة. والدول الكبري يشغلها بعث فكرة حلف بغداد التي قضي عليها جمال عبدالناصر. وإسرائيل تحاول ـ بتسمية البحر المتوسط ـ تجزئة الوطن العربي إلي دويلات. فتصبح الدولة العبرية واحدة من نسق مماثل. وإن تمتعت ـ فضلا عن مساندة الغرب ـ بالقدرات والطاقات التي تتيح لها المكانة الأقوي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف