الجمهورية
مصطفى البلك
التردي الإعلامي إلي أين؟
إذا لم تستح فاصنع ما شئت فافعل ما شئت. قل ما شئت. هاجم من شئت. شهر بمن شئت. تصنت علي عباد الله وذع ما تيسر لك وقت ما شئت. تحرش بمن شئت واصنع لهم افلاما وقت ما شئت واعلم انها ستعرض بواسطة من شئت.. كل "بضم الكاف" علي كل الموائد والعب مع كل الاطياف وادع الوطنية وانك من شيوخ الاخوان والسلفية. وتراجع عن كل هذا وقت ما شئت. اختلطت الفضيلة بالرذيلة حسبما شئت هذا حالنا في كل شيء. واعلامنا ضاع فيه ميثاق الشرف الاخلاقي معاصرار علي ضياع ميثاق الشرف المهني الذي لم يعد يوجد ومن الواضح انه لن يوجد بعد ولم ولن يكون هناك سعي من الدولة علي وجوده. وللاسف هذا الاعلام نال من هيبة الدولة واصبح نهجه التفاهات والافتراءات والاكاذيب ومن هنا ظهرت الاتهامات التي لحقت بأسماء كثيرة ويحتاج الامر إلي تبرئة الذمم وكشف الحقائق.
توقفت كثيراً أمام حالة التردي الاعلامي الذي نعيشه وأصبح من السهل ان يخرج علينا اشخاصا يخرجون ما في جوفهم من الفاظ كان من الصعب خروجها في الحارة المصرية وهؤلاء للاسف تجدهم في كل العصور وعلي كل الموائد من عصر مبارك مرورا بالاخوان وإلي الان. وللاسف هذه الالفاظ تخرج عبر شاشات يمتلكها رجال اعمال نظموا لانفسهم ما يسمي غرفة صناعة الاعلام. أي اعلام هذا وأي صناعة هذه التي تفتقد إلي ميثاق شرف اخلاقي ولا تمتلك ميثاق شرف اعلامي. تتكرر الاخطاء والخروج عن الخطوط الحمراء ومن الواضح ان ما يحدث تجارة رائجة تعجب التجار ويدفع ثمنها ابناء مصر. لم اسمع هناك اجراء اتخذ ضد أحد ممن خرجوا عن الاداب عبر الشاشات. ولم اسمع ان هناك عقاباً اتخذ ضد أحمد موسي بعدما عرض صورا من افلام تحرش خالد يوسف بحرم عميد اداب الاسكندرية. لم اسمع ان الغرفة اوقفت برنامج أحمد موسي أو سارعت واوقفت القناة أو كان لها دورا غير مساعي الصلح بين أحمد موسي وخالد يوسف تاركين حالة التلاسن التي تمت بين خالد صلاح وأحمد موسي لاراء المشاهدين وربما يتم عمل تصويت عليها لتحقيق ارباح لملاك هذه القنوات. طبعا لدينا اعلام ولكنه رجال اعمال صارت فيه المذيعة تخرج علي المشاهدين داخل البانيو من الحمام. وهنا اطرح سؤالا "هل الاخلاق لا علاقة لها بالتربية؟ وهل هناك تضاد بين الاخلاق والاعلام؟ التجاوزات زادت عن الحد وتجاوزت كل الخطوط الحمراء وضاعت الضوابط واصبح التطاول لغة حوار بين فئات اعلاميي الفضائيات لم يعد لدي اعلاميي هذه القنوات مراعاة لحرمة البيت المصري ولا احترام العادات والتقاليد المصرية. اين اصحاب هذه القنوات هل يشاهدون قنواتهم ام انها اصبحت ابواقا للنيل من خصوم لاشخاص لا نعرفهم وهم يعرفونهم.. وبالبحث فيما وراء غرفة صناعة الاعلام وجدت انه تكتل متحكم في الاعلام المصري يفرض وجوده وسطوته علي الساحة الاعلامية والاعلانية يحقق مكاسب فردية لبعض الاشخاص وهم للاسف ابعد ما يكون عن المهنية. ولا يفهمون في إدارة المؤسسات الاعلامية. فهم رجال اعمال تجار لايهتمون الا بمبدأ المكسب والخسارة. والسعي لتحقيق المكاسب ليس مقصودا بها الربح المادي فقط ولكن هناك ارباحا لانعلم عنها شيئاً ولن نعلم عنها شيئا يبذلون من اجلها كل غال ونفيس. وهذه المكاسب هي الهدف من وراء انشاء هذه القنوات.
بعض الاعلاميين استغلوا الشاشات ومساحات الهواء بلا ضمير ولا وعي ولاخوف علي البلد. وساندهم بعض اصحاب القنوات والمحطات. واصبح الكل يئن من وراء هذه الممارسات التي لاتندرج الا تحت نوع واحد من الاعلام الذي يغيب الوعي وينشر الرذيلة ويدعم قتل العادات والتقاليد والاخلاق المصرية "نحن نعيش اعلام جوبلز" واظن ان جوبلز نفسه لو موجود بيننا كان سيرفض هذه الصور الاعلامية المسيئة.
ومن هنا أوجه رسالة لغرفة صناعة الاعلام وللقائمين عليها. كنتم تحتاجون عمل ميثاق شرف ينظم العمل داخل قنواتكم ومحطاتكم قبل ان يكون هناك سعي لانشاء غرفة صناعة الاعلام. واعلم ان اصحاب هذه القنوات رجال اعمال مصريون يبذلون كل غال ونفيس لدعم مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف