من المستحيل أن تتناقض الأحاديث النبوية الشريفة مع القرآن الكريم، ولذلك فإن حديث «خاب قوم ولوا أمرهم امرأة» ينبغي أخذه بحذر ولا يتجاوز المناسبة التي قيل فيها، لأن القرآن أشاد بملكة من بلاد العرب وهي سيدتي بلقيس التي كانت علي رأس مملكة عربية تسمى «سبأ» وتقع في اليمن حيث وصفها في سورة النمل على لسان «الهدهد» بقوله: «أني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم».
وقد دعاها سيدنا «سليمان» الى الإيمان، واستشارت رجال دولتها الذين سارعوا الى مساندتها في أي قرار تتخذه قائلين: «نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين» سورة النمل، ومع ذلك لم تفقر بوقتها ولا بطاعة قولها بل أرادت أن تتبني حقيقة دعوة سليمان، فلما تأكدت أنه الحق لم تتردد في الدخول إلى دين الله قائلة «رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين» فهل خاب قوم ولوا أمرهم امرأة من هذا الصنف النفيس؟ الإجابة معروفة.