الجمهورية
السيد البابلى
أمريكا.. ومسئولية قتل المصريين!!
* في مؤتمر الاتصال الحكومي. الذي يعقد حالياً في إمارة الشارقة بالإمارات. فقد كان الأخضر الإبراهيمي. المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة من الشجاعة عندما اعتبر أن غزو أمريكا للعراق والذي تم عام 2003 كان الخطيئة الكبري التي نتج عنها خلق وإيجاد منظمة داعش الإرهابية في العراق.
وحديث الإبراهيمي يلقي بجزء من المسئولية علي الولايات المتحدة الأمريكية. في مذبحة "داعش" بإعدام 21 مصرياً.
فعندما اختفي صدام حسين من الساحة. سقطت معه دولة محورية قوية. وانقسمت هذه الدولة واشتعلت فيها الحروب الأهلية التي أدت إلي وجود منظمات مثل "القاعدة" التي انشقت عنها "داعش".
ومنذ ذلك الوقت والإرهاب يتفاعل وينتشر وتتعمق جذوره في العالم العربي بحيث أصبح أيضاً متوافقاً مع الخطط الأمريكية لتقسيم العالم العربي والدخول بشعوبه في متاهات حروب أهلية دينية وعرقية وطائفية.
وكان وصول "داعش" إلي ليبيا حلقة أخري من مسلسل يهدف إلي توريط مصر في ليبيا ودفعها إلي حرب تنهك الدولة المصرية تماماً. وتدمر الاقتصاد وخطط التنمية.
وبدأت "داعش" هذا المخطط بإعدام 21 مصرياً. بعد أن أصبح لها وجود وسيطرة علي مناطق عديدة في ليبيا. التي أصبحت أيضاً مباحة ومستباحة منذ أن تخلص الغرب من معمر القذافي بصورة لم تكن إنسانية أو مقبولة.
ومن استدعي العفريت. عليه أن يصرفه. ومسئولية مواجهة "داعش" وتعقب مصادر تمويل هذا التنظيم. مسئولية أمريكية قبل أن تكون مسئولية دولية.. ولكن علي ما يبدو فإن واشنطن لم تتخذ قراراً حازماً وحاسماً حتي الآن بشأن ذلك. ولو كانت تريد لكانت قد تخلصت منهم في العراق قبل أن يعبروا الحدود إلي دول أخري!!
* * *
* وفي إمارة الشارقة. كما في كل مكان في دولة الإمارات العربية. فإن العمالة المصرية هي الأبرز. وهي الأكثر اندماجاً في نسيج الدولة الخليجية ومنظومتها.. وهم الأكثر حفاظاً والتزاماً بالقانون. والعادات والتقاليد. وهم الأحرص علي لقمة العيش. وعدم التطرق إلي القضايا السياسية والخلافية.
ولا حديث لهم إلا عن الوطن الأم. وأحلام العودة يوماً ما. ولكنهم وفي معظم الحوارات يشكون من عدم التواصل مع سفارتهم. ومن قلة عدد الدبلوماسيين. والتعقيدات الروتينية في تعاملاتهم. وقضاء مصالحهم.
ومطلبهم مثل العديد من المصريين في كل دول الخليج.. أن تكون هناك وزارة متخصصة لرعاية المصريين في الخارج. وأن تكون لهذه الوزارة سلطة اتخاذ القرارات والتواصل المباشر معهم. وأن يشعروا أن الوطن الأم يرعاهم ويتابعهم في كل مكان. ويقوم بالتسهيل عليهم في الإجراءات والمعاملات.
إن المصريين في الخارج هم قوة مصر الناعمة. التي لم نحسن الاستفادة منها بعد. ولا نتذكرهم إلا في الشدائد. مع أنهم لم يغيبوا لحظة واحدة عن بلادهم. وعن التمسك والتفكير فيها.
* * *
* وبعد حملة "وحشتونا" لتنشيط السياحة العربية. فإن وزارة السياحة تستعد لإطلاق حملة جديدة بعنوان "مصر قريبة". وسيتم إطلاق الحملة من خلال إحدي الشركات المتخصصة. ولمدة ثلاثة أشهر علي مواقع التواصل الاجتماعي. أو بعض الصحف والمجلات وقنوات التليفزيون العربية بمنطقة الخليج.
وأي تحرك لتنشيط السياحة مقبول ومفهوم. ولكن الحملات التي تتم من هذا النوع لا تخدم. ولا يستفيد منها إلا الشركات التي تحصل علي عقد الترويج.
والسائح العربي مشتاق للحضور إلي مصر. ولكنه لن يأتي إلا بعد أن يطمئن إلي عودة الأمن والاستقرار. وبعد أن يجد أن القنوات الفضائية المصرية الخاصة والرسمية قد توقفت عن بث أخبار التفجيرات والعنف. وبدأت تهتم بإبراز مظاهر الحياة الطبيعية. والتركيز علي مصر في مواقع العمل والإنتاج بدلاً من الحديث الدائم عن السلبيات والنواقص فقط.
* * *
* السيدة جيهان السادات. بكل حكمة السنين. ودبلوماسية الكبار. لم تجد ما تعلق به علي موقف دولة قطر تجاه مصر إلا بالقول: "ربنا يهديهم"..
ربنا يهديهم.. دعاء يعني أن يأتي اليوم الذي يعودون فيه إلي الصف العربي. بالتوقف عن إثارة الفتن والمؤامرات داخل الدول العربية. وأن يقوموا بتوظيف المال العربي لخدمة المواطن العربي. بدلاً من استثمار 35 مليار دولار أمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الخمس القادمة. وحيث تم الاتفاق علي ذلك في مذكرة التفاهم بين غرفة التجارة القطرية. وغرفة التجارة الأمريكية.
وعلي أي حال. سواء وافقوا علي الاستثمار في أمريكا أو لم يوافقوا. فإن أموالهم في النهاية لم تكن لتذهب إلا إلي "الأمريكان" الذين يوفرون لهم سياج الحماية والأمان.. مسألة منطقية!!
* * *
* رغم أن هناك احتمالاً كبيراً بصدور قرار قضائي بوقف إجراء الانتخابات البرلمانية. إلا أنه لا حديث الآن إلا عن الانتخابات والقوائم والاتهامات. ومَن خرج من قائمة "في حب مصر" أصبح معارضاً. ومَن دخلها أصبح من ذوي الحظ والحظوة. ومن أهل الخطوة أيضاً. فقد نجحوا في تفكيك قائمة "الجنزوري" وصنعوا قائمة ترضي كل الأطراف.. والطريق ممهد الآن لدخول البرلمان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف