بوابة الشروق
حسن المستكاوى
الانسحاب فوضى غير خلاقة..!
** بغض النظر عن تفعيل القرار أو تأجيله أو ترحيله، أو إلغائه.. ماذا لو سكت اتحاد الكرة وقبل، وماذا إذا لم يتدخل وزير الشباب والرياضة، وأصبح انسحاب الزمالك ساريا؟

** الإجابة: سيكون الزمالك الكيان مهددا بخسارة لاعبيه، بجانب الخسائر المالية الباهظة التى تمثل تكلفة الانسحاب.. ولا أنظر للعقوبات التى تتضمنها لائحة اتحاد الكرة، فأعتقد أن اللائحة عدلت منذ زمن بعيد، وأصبحت عقوبة الانسحاب غرامة مالية قدرها 250 ألف جنيه. وكانت سابقا هبوط الفريق المنسحب إلى الدرجة الثانية.. (يوفنتوس أكبر فرق إيطاليا ببطولاته عوقب بإنزاله للدرجة الثانية، مع اختلاف سبب العقاب.. وفى عام 2012 عوقب جلاسجو رينجرز القطب الثانى للكرة الأسكتلندية بإنزاله إلى الدرجة الرابعة لمشاكله المالية).
** قرار الزمالك بالانسحاب أو بعدم تكملة مسابقة الدورى، غير مقبول، وغير معقول، وغير مهضوم.. (رفضى للقرار واضح وقاطع..) ولم أعرف فى حياتى مع الرياضة أو مع غيرها حالا مماثلا للحال الذى باتت عليه كرة القدم فى مصر. فالأمس حاولت مجموعة تقول إنها تشجع الأهلى محاصرة لاعبى الفريق لحرمانهم من أداء مباراة وبالتالى هزيمتهم. وها نحن نرى الزمالك يقرر الانسحاب من الدورى لأن الحكم أخطأ، أو لأن النادى اعترض على اسم الحكم المعين للمباراة.. وقد سئلت: هل كان الزمالك ينسحب لو فاز باللقاء؟ وكانت الإجابة: لا.. لن ينسحب..!
** فى تاريخ كرة القدم قرارات لحكام غيرت نتائج بطولات كبرى وقلبت نتائج مباريات كبيرة، ولم ينسحب فريق. وفى كأس العالم وقعت أخطاء من الحكام، وهى مسجلة وموثقة، وخرجت منتخبات من المونديال، وخسرت منتخبات نهائيات وألقابا. وسجلت أهداف باليد، ومن التسلل، واحتسبت ضربات جزاء غير صحيحة، ولم ينسحب فريق واحد.. نعم قد تحدث انسحابات فى دوريات أمريكا اللاتينية، فى جواتيمالا أو هندوراس، لكنها لا تحدث فى الأرجنتين أو فى البرازيل.
** أسفى شديد وعميق على الفوضى التى تعيشها كرة القدم فى مصر. فوضى شاملة غير خلاقة.. فلو قررت جماعات معاقبة فرقها لأنها محرومة من حضور المباريات، ولو قررت إدارات الانسحاب كلما تعرضت لأخطاء من الحكام، لما عاشت كرة القدم فى مصر وفى العالم وفى زحل.. (أنا لا أجزم بوقوع خطأ من حكم مباراة الزمالك وطلائع الجيش)..!
** أحيانا عندما تكون الفوضى مثل عاصفة هائلة تصل سرعة الرياح فيها إلى أقصى درجة، وتطيح بكل أخضر ويابس، وحين يموت الصوت فى ظل الصخب والضوضاء، وحين تعلو قيم الارتجال فى مواجهة القيم الإنسانية والأخلاقية، يتمنى الإنسان أن يجد كهفا يحميه من أخطار العاصفة وتوابعها، بقدر ما يحمى عينه من مشاهدة آثار الدمار والانهيار.. وأمام تلك الفوضى التى تعيشها الكرة المصرية، أبحث عن هذا الكهف، فربما بعد فترات سبات، قصرت أو طالت، تظهر الشمس ويذهب الظلام، وتنقشع السحب، ويبدأ فجر جديد، وتلك هى الحياة، فمن الانفجارالعظيم، خلق الله سبحانه وتعالى الكون.
** اللهم أصلح حالنا، وحال كرتنا، وحال الذين يتحدثون عن كرتنا،، وحال الذين يديرون كرتنا، وحال الذين يشاهدون كرتنا، وحال الذين يدعون أنهم يحبون كرتنا.. اللهم أمين..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف