صباح الخير
رؤوف توفيق
وزير الصحة.. يابانى معدل!
جرت التقاليد اليابانية المتوارثة.. أن رئيس العمل إذا شعر أن منظومة العمل التى يقودها لم تحقق النتائج المرجوة، فهو يقرر الانتحار فورا سواء أكان وزيرا أو مديرا.. والانتحار هنا تكفير عن الخطأ وعن الفشل.
ويبدو أن هذه العادة قد انتقلت إلينا مؤخرا!
فقد نشرت جريدة «الأخبار» الأربعاء قبل الماضى أنه أثناء زيارة وزير الصحة أ.د.أحمد عماد الدين لمستشفى «هليوبوليس» بمصر الجديدة استوقفته السيدة ماجدة محمد لتقول له «أنا عايزة أحس أنا وأولادى أننا مصريون»، وشكت للوزير من قيام إدارة المستشفى بإلزامها بدفع ألف جنيه فى وقت متأخر قبل دخول نجلها الذى كان يعانى من انسداد فى الأمعاء - بالإضافة إلى خمسة آلاف لإجراء الجراحة له.. الوزير أمر مدير المستشفى بإعادة المبلغ لها وقال مؤكدا لها «لو فلوسك مرجعتش النهارده.. أنا هاسيب الوزارة»!!
إلى هنا نتوقف ونشير لرد فعل الوزير، فهو لم يحاسب مدير المستشفى، لكنه يحاسب نفسه على الطريقة اليابانية «لو فلوسك مرجعتش النهارده أنا هاسيب الوزارة» وهو ما يعنى أن الوزير سيقدم استقالته من الحكومة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وطبعا الوضع مستمر على ما هو عليه.. وأسوأ!! فقصص المآسى على أبواب المستشفيات تثير الفزع مما قد يحدث فى الداخل، حينما ترفض إدارة المستشفى توفير مكان للمريض - حتى لو كان فى حالة حرجة.. وكيف أن بعض أسر المرضى يتنازلون عن طلب المكان اللائق لعلاج مرضاهم ويرتضون لهم بالنوم فى طرقات المستشفي!! فالمهم فقط أن تكون داخل المستشفى حتى لو تأخر العلاج سواء عن طريق الجراحة العاجلة أو المسكنات الوقتية.. وكثيرا ما نسمع عن بعض الأطباء الذين يرفضون أن يمدوا أيديهم بالجراحة اللازمة إلا بعد التأكد، أنهم سيحصلون على أتعابهم كاملة غير منقوصة!
ولا يصح من وزير الصحة أن يهدد بالاستقالة إذا استمر الوضع هكذا، ولأن التهديد بالاستقالة لن يؤثر فى المخطئين.. بل الذى يؤثر هو العقاب الرادع كل حسب جريمته.. والعقاب لابد أن يكون عاجلا دون التلكؤ ما بين لجان ولجان واجتماعات لا أول لها من آخر، ومع هذا التكلؤ تبرد الجريمة وينعم المجرمون بما فعلوا.. ونفسه الفعل والفاعل.
إن ما يحدث فى المستشفيات العامة والخاصة، يحتاج إلى فريق متجانس من الباحثين الشرفاء الذين ليس لهم أى مصلحة يرصدون التجاوزات التى تحدث فى مستشفيات عواصم المحافظات أو المراكز التابعة لها.. ويكون هذا الفريق بتكليف من مجلس الشعب وتحت رعايته، لكى نضمن سرعة الحركة وجدية التنفيذ دون أن يهددنا وزير الصحة بالاستقالة عندما يفاجأ بالأخطاء والتجاوزات التى يكتشفها كل يوم فى منظومة العمل بقطاع الصحة.
إذا استقال وزير الصحة فماذا يفعل المواطن الغلبان الذى لاسند له ولا قوة سوى الدعاء على الظالمين المفترين!
• من مقاعد المتفرجين
• كانت على قناة CBC+2 برامج مثيرة ومهمة وجذابة.. ثم اختفت تماما لتحل محلها كل برامج المسابقات الهايفة واصطياد النجوم فى محاكمات عبيطة.
من البرامج التى اختفت.. ما كان يقدمه المذيع المحقق محمد على خير وهو برنامج «مساء الخير مع محمد على خير» الذى تمرد على مقعد المذيع وحمل الكاميرا ليحقق فى أكثر من اتجاه.. وأذكر له تحقيقا عن ضباط الجنود والمزمع نقلهم إلى مدينة العبور. ما هو الصح وما هو الخطأ فى هذا الانتقال.
وأيضا التحقيق المصور عن مشاكل السكك الحديد.. القطارات والعاملين عليها والركاب، تحقيق تليفزيونى متكامل تفخر به أى قناة.
وهناك أيضا «أنت حر» البرنامج الثقافى المهم الذى كان يقدمه الكاتب مدحت العدل مستضيفا كل المواهب الشابة فى الشعر والغناء والتمثيل فى السينما والمسرح بأسلوب هادئ ومريح ودون سفسطة أو ادعاءات المثقفين.
اختفت هذه البرامج دون اعتذار ودون مبرر ودون البديل اللائق. خسارة!•
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف