الوفد
حازم هاشم
مكلمخانة حمى التكريم فى عالمنا العربى!
مصائبنا فى العالم العربى أكثر من الهم على القلب!، حتى أن هذه البقعة من العالم تلتقى فيها بكل أنواع المحن والكوارث!، فهى متحف لهذا النوع من الأحداث المستمرة والتى تتوالى وتتفاقم بحيث أصبحت لكل ذلك أشهر متحف مفتوح لهذا النوع من المعروضات، وبعض الاعلاميين لدينا فى مصر لا يملون الإشارة والتوجيه إلى أن وطننا المصرى قد أنجاه الله مما حاق بغيرنا من أهل عروبتنا وقد تفرقت بهم السبل إلى حيث ملاذات آمنة بعيدًا عن المخاطر التى أصبحت حقيقة واقعة فى بلادهم، والتى أصبحت مستباحة أمام شذاذ الأرض من المتهوسين والإرهابيين يشنون حروبًا غير مقدسة على خلق الله من أهل هذه البلاد، يقتلون بلا رحمة الرجال والشبان والفتيان، ويجبرون النساء والفتيات على كره منهن معاشرة أفراد التنظيمات الإرهابية فى الحرام!، والأحوال فى عمومها لكل المهمومين بما يجرى فى العالم العربى وأقطاره لاشك يتعجبون من حمى تجتاح هذا العالم العربى ـ فى ظل ظروفه التعسة هذه ـ أسميها «حمى التكريم»!، التى أصبحت «صناعة وتجارة نشيطة» تفى بأغراض كثيرة لا يجد لوقائعها المصطنعة أحد سببًا أو مناسبة!، والدافع لها يعلمه الذين يصطنعون مناسباتها وشخوص المكرمين فيها!، سواء كان السبب المصطنع للتكريم أحد أعمال المكرم سواء كان هذا العمل فنيًا أو علميًا أو غير ذلك، فإذا لم يجد المختلقون ما يمكن أن يكرم به أحد، إذا بهم يصطنعون له تكريمًا «عن مجمل أعماله «حتى لو لم يكن له أى نشاط يذكر لسنوات!، وتشهد «حوادث التكريم» هذه مهازل تحتشد لها «فرق» من أهل الفن بملابس السهرة للنساء والرجال كأنهم فى مناسبة حقيقية تستحق ما تكبد من المال والجهد عند الحضور!، فإذا تيسرت لهم فرصة للثرثرة مع إحدى المذيعات ممن تخصصن فى تغطية «التكريمات» إذا بالمكرمة من أهل الفن تبدأ بالحديث عن المصاعب التى واجهتها فى أداء هذا الدور الصعب المركب!، وأن مشكلتها الحالية أنها لن يمكنها قبول العمل فى أى عمل يعرض عليها تستشعر أنه دون المستوى!، وطبعًا سيجدها من يستمع إلى ثرثرتها وهى تعمل بعد ذلك فى أفلام أو مسلسلات أشد هبوطًا مما نالت عنه التكريم الوهمى!، فهى مصدقة أنها قد أنجزت ما لا يمكن لأحد إنجازه!، ثم يتشابه ما ثرثرت به مع المذيعة التى تتولى منافقة جميع الحاضرين، ومكرم آخر ينتظر دوره فى الثرثرة، فهو مثلها يتجاهل كم «التعنيف» ـ ولا أقول النقد ـ الذى وجه إليه وهو يمثل دورًا من أسوأ ما أدى فى حياته!، على أنه يبدى دهشة كاذبة من هؤلاء الذين هاجموه، وكيف أنهم لايفهمون فى السينما، ولم يتوصلوا إلى أهداف فيلمه ومراميه ومغازيه!، هذا مجرد عينة من مهازل التكريم التى أصبحت تجارة رائجة فى عالمنا العربى كله!، ومن أجل رواج التجارة يتقافز المكرمون ظلمًا فى بلدان العالم الذى أصيب بذات الحمى!، وأصبح لتجارة التكريم سماسرة يعملون فى توسيع نطاق ضمانات للتكريم المتبادل تحت شعار «كرمنى عندكم وأكرمك عندنا»، وقد أصبح هذا الشعار هو القاعدة المطبقة لكى تشمل أقطار عالمنا العربى «حمى التكريم»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف