الأهرام
جمال زايدة
مأساة أطفال الشوارع
تهل يمكن لوطن أن يرمى ربع أطفاله فى الشوارع بلا رعاية صحية أو تعليمية أو تربوية .. بدون أسرة تتابع وتصحح

وتوجه .. بدون مؤسسات شرطية تراقب من أنخرط منهم فى أعمال إجرامية تخالف القانون .. بدون مؤسسات مجتمع مدنى تحاول إدماج هؤلاء الأطفال فى المجتمع .. بدون أندية روتارى وليونز وغيرها تقرر أن تضحى بنفقات اجتماعاتها فى فنادق الخمسة نجوم لكى تساعد على تقديم حلول لفلذات أكبادنا .. بدون وزارة تضامن تنساب من ميزانيتها أو عبر أشرافها مئات الملايين من الجنيهات يفترض أن تتجه لقطاعات مختلفة من المجتمع المصرى من أطفال الشوارع أو من لديهم اعاقة أو شباب يبحث عن فرصة عمل .

هل يمكن للدولة أن تترك 17.6 مليون طفل يعيشون تحت خط الفقر وفقا لإحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ؟

أى متابع لمأساة أطفال الشوارع يمكنه أن يرى المئات من الأطفال وهم يتفادون السيارات أعلى كوبرى أكتوبر سواء فى الصباح الباكر أو حتى فى الليل القارس وعند مفارق الطرق يحملون علب المناديل بهدف الشحاذة ولا أحد يعلم هل يعملون لحساب عصابات منظمة أو أسر مفككة تطلق أبناءها فى الشوارع للتسول .

ما يحدث فى مصر يختلف عمن ليس لهم مأوى فى مجتمعات عديدة .. نحن هنا ازاء ظاهرة بالغة الخطورة يراها الجميع ولا تضع مؤسسات الدولة أي حلول لمواجهتها .. فى مرحلة ما نشرت بعض وسائل الأعلام خبرا مفاده أنه سيتم جمع أطفال الشوارع وتدريبهم على مهن مختلفة فى معسكرات وتحمس البعض لكن يبدو أنه تم صرف النظر عن الفكرة للاعتراضات التى يمكن أن توجه اليها لكن نظل أمام قنبلة قد تنفجر فى وجوهنا جميعا .. هؤلاء الأطفال خامة جاهزة للجريمة والإرهاب يمثلون مشكلة تحتاج إلى مواجهة سريعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف