المساء
خالد امام
وماذا بعد إنه أعظم الرجال
لم يكن ميلاد سيد الخلق وخير من وطأت قدماه الأرض قبل 1444عامًا يومًا عاديًا ولن يكون.. وكيف يكون عاديًا وفيه حمي الله كعبته المشرفة من أبرهة وأفياله وجنوده. وفيه اهتز عرش كسري وانطفأت نيرانه. وفيه بدأت نهاية دولة الكفر والبهتان..؟؟
نعم.. لم يكن يومًا عاديًا ولن يكون.. فقد ولد أعظم رجل جاء إلي الدنيا منذ آدم وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ولد حبيبي وحبيبكم محمد عليه الصلاة والسلام ليتغير وجه الحياة من الكفر والظلم والاستبداد والعبودية إلي الإيمان بالله وإلي العدل والمساواة والحرية.
انه الرجل الأعظم الذي لم ولن تنجب البشرية مثيلاً له أو بعضًا منه:
* الأعظم أخلاقًا.. وإذا كان الكافرون به وصفوه بأنه الصادق الأمين.. فإن المولي عز وجل قد خلد أخلاقه من فوق سبع سماوات في قرآن يتلي إلي يوم الدين حين قال فيه "وإنك لعلي خلق عظيم".. وقال هو عن نفسه "انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
* الأْعظم رحمة وحبًا للغير.. وقد قال فيه رب الأكوان "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم".
* الأعظم في العفو عند المقدرة.. وليس أدل علي هذه الشيمة المحمدية من موقفه يوم فتح مكة وكان بيده أن يبيد كل الكافرين دفعة واحدة.. لكن عندما سألهم: ماذا تظنون اني فاعل بكم؟؟.. ردوا: أخ كريم ابن أخ كريم.. فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. حبيبي يا رسول الله.
* الأعظم وفاء بالعهود.. حيث لم يحنث بوعد أو عهد قط.. ولعل صلح الحديبية خير شاهد.
* الأعظم كرمًا وبرًا.. فطوال حياته لم يرد سائلاً وقف ببابه ولو لم يكن لديه سوي ما يقدمه.
* الأعظم إخلاصًا لأصحابه.. فقد كان وفيًا للصحابة يحبهم حبه لنفسه ويفتديهم بكل مرتخص وغال.. وكتب السيرة كلها قد اجمعت علي أنه قبل وفاته توجه إلي مقابر أحد حيث يرقد شهداء هذا اليوم ومنهم أسد الله حمزة وقرأ الفاتحة علي أرواحهم الطاهرة وبعدها بأيام لقي وجه ربه.
* الأعظم كرب أسرة.. ويقيني أن أي رجل مهما بلغت مثاليته الآن مع زوجته وأولاده وأحفاده فلن تساوي هذه المثالية مثقال ذرة مما كان عليه الرسول الكريم.. أين الرجل اليوم الذي يُطعم زوجته بيده ويشرب من مكان ما شربت ويسند رأسه المتعب علي رجلها ولا ينهرها أبدًا مهما فعلت؟؟.. أين الأب الذي يحب أولاده حب الرسول لبناته؟؟.. أين الجد الذي يأتي حفيده ويركب علي ظهره وهو ساجد ولا يعتدل من سجوده مهما طال الوقت إلا إذا نزل الحفيد من تلقاء نفسه مثلما كان يفعل رسولنا مع الحسين رضي الله عنه..؟؟
لو عددنا كل جوانب الحياة في شخصية سيدنا محمد لاستوعبت مجلدات ضخمة ولا تكفي.. الرسول الكريم هو الصورة المثلي التي أراد الله أن يكون عليها الإنسان.. عبادة وحياة.
ثم.. بعد كل ذلك وبعد 1444 عامًا يأتي الزمن الضحل الذي يتجادل فيه فريقان حول هل الاحتفال بذكري مولد الرسول جائز شرعًا ومن أصول الإيمان أم هو بدعة؟؟...!!! أليست هذه في حد ذاتها من المضحكات المبكيات علي تدني أحوالنا وضحالة عقولنا..؟؟
يا خوارج العصر.. سنحتفل اليوم بمولد الرسول أعظم من أنجبت البشرية.. وسنتهادي بحلاوة المولد ونصوم ونقرأ القرآن ونصلي علي رسولنا الكريم وندعوه بأن يكون شفيعنا أمام المولي.
كل عام والمسلمون بخير.. كل عام وشعب مصر في رباط وسلام وأمن إلي يوم الدين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف