سامى صبرى
لازم أتكلم من أنتم؟ وماذا تريدون؟
التظاهر حق دستورى، ولكل تظاهر سبب جوهرى وهدف إيجابي مشروع، يحقق مصلحة عامة لشريحة من المجتمع أو يعيد حقا مسلوبا لمجموعة من الناس. والمتابع لدعوات التظاهر التى تطلقها فئة معينة معروفة، في هذه الفترة من كل عام منذ عزل الرئيس مرسي، يتأكد له أنه لا يوجد أي سبب حقيقي ولا هدف جوهرى لإطلاق هذه الدعوات المسمومة التى تستهدف هدم الدولة لصالح جماعة معينة فشلت فى تركيع مصر بالفكر الظلامى الرجعى والإرهاب الأسود.
ولهؤلاء أقول من أنتم؟ وماذا تريدون؟ وباسم من تتحدثون؟ وبأي مصلحة تتاجرون؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات لإطلاق هذه الدعوات التى لن يستجيب لها سوى نفر قليل من بلطجية تستأجرونهم أو شباب صغير مغرر به لا يدرى أين مصلحته بعد أن خضع لعمليات غسيل مخ لهم فى (الحارة المزنوقة) أو في الغرف السرية والمكاتب المغلقة.
لقد قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحة يا سادة، فهو غير طامع في سلطة أو جاه، وانه تولى الرئاسة من أجل إنقاذ مصر في ظروف صعبة وعسيرة، وانه مستعد لترك المنصب الذي وصل إليه بانتخابات رئاسية نزيهه إذا طلب من انتخبوه وأيدوه بالإجماع ذلك، يعنى بالبلدى كده (اللي جابه يمشيه) والذى أتى بالرئيس هو الشعب، وهناك فرق كبير بين الشعب وبين شلة منتفعين وخونة يعملون لتنفيذ أجندات معينة، تحولوا بفعل الدولارات إلى عرائس متحركة في يد من يوجهونهم من الخارج لهدم الدولة المصرية و تشويه صورة أعظم وأكبر جيش فى المنطقة.
إن كنتم تعتقدون ان هرمونات الشخصية المصرية قد تغيرت، تحت وطأة الفوضى الخلاقة، وإن كنتم تظنون أن الشعب لا يدرى بمخططاتكم المشبوهة، فأنتم فى هذه الحالة جهلاء، لأن المصريين الشرفاء يعون جيدا الآن خطورة ما يحاك ضدهم من مؤامرات خارجية وداخلية، ويعلمون علم اليقين أنكم تلعبون بحالة الضنك التى تعيشها الغالبية العظمى من المصريين، لتحقيق أهداف معينة مرسومة لكم، وبعد أن أجهضت اجهزة الأمن كل مخططاتكم، لم تجدوا أمامكم سوى اللعب بحق التظاهر واستغلاله لإحراج مصر ورئيسها سياسيا وأمنيا بتحريض بعض الفئات المطحونة وأصحاب المطالب الفئوية للنزول إلى الشوارع والميادين للتظاهر بمناسبة حلول الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، تلك الثورة التى سرقتموها من شعب قدم آلاف الشهداء لتعيشوا أنتم وتتنعموا بالدولارات مقابل شعارات تطلقونها فى الهواء أو مسيرة تحللون فيها ما قبضتم بالهتافات والشماريخ والمولوتوف.
أيها المنتفعون.. نعم ليست الحالة وردية وان كثيرا من الوعود لم يتحقق، وأن الشريحة المعدمة والفقيرة مازالت تعانى، وأن الطبقة المتوسطة تتآكل بفعل الغلاء وتدنى الأجور، ولكن هناك كثيرا تم إنجازه اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، فلا تكونوا ناكرين، أو أخبرونا ما البديل ؟ وهل تعتقدون انه بترك السيسي للمنصب سينصلح حال مصر؟.. كل الشواهد تؤكد العكس، فهو رجل المرحلة بحكمته وجديته وصراحته، وقبل كل ذلك وطنيته وحبه الشديد للبلد والمصريين جميعا.
ببساطة شديدة، سيكون المشهد دراميا، إذا ما تخلى السيسي عن السلطة، سنصبح كالعراق وسوريا واليمن وسيبيع المرتزقة والمتأسلمون والدواعش والتنظيمات الإرهابية أرض الوطن لإسرائيل وحماس، وتصبح مصر مرتعا للتدخلات الأجنبية وتنتزع سيادتها ويفكك جيشها وتهان كرامة شعبها، ويضيع البلد.
احذروا يا من تنادون بالتظاهر، لأن القوى البديلة بمختلف تياراتها أضعف من أن تتحمل عبء إدارة شئون دولة بحجم ومكانة مصر، وإن سقطت الكنانة، ستسقط المنطقة العربية بأسرها في يد الأمريكان وحلفائها وسيتم فرض خارطة الشرق الأوسط الجديد التى ستكون السيادة فيه لإسرائيل وحدها، ويبقى العرب مجرد (كومبارس).