بوابة الشروق
حسن المستكاوى
أكتب لكم من أمام الكهف!
** كمن يطل برأسه مترددا من فتحة الكهف، مستطلعا أمر العاصفة العاتية التى تطيح بالأخضر واليابس. أفعل ذلك الآن، فلم أكن أرغب فى معاودة النظر فى أحداثنا الرياضية الجارية.. ولكن القضية أخطر مما نظن على مايبدو من مجرد إعلان الزمالك الانسحاب أو عدم استكمال الدورى، ثم التراجع والاستمرار فى المسابقة إلى حين..

** تفسير كل رأى أو نقد على أنه موقف من ناد أصبح أمرا سخيفا، وهزليا.. ويستعمله البعض فى تغذية برامجه وصفحاته ومواقعه، تماما كمن يغذى الفحم المشتعل بالبنزين. وهذا السلوك، الذى هو تغذية الفحم المشتعل بالبنزين، أعظم تجسيد للغباء، إذ إنه يحدث أحيانا أن يحترق من يغذى الفحم المشتعل بالبنزين، ويشوى جسده، قبل أن يشوى اللحم..!

** المهم أننى حين رفضت إعلان الزمالك بالانسحاب، كان ذلك تأكيدا لرفضى لأى انسحاب وفعلته من قبل، مرات، ومنها حين انسحب الأهلى من البطولات العربية والأفريقية. ( اسم الأهلى هنا ليس إقحاما من باب التوازن المشئوم ؟) وأرفض الانسحاب حتى لو كان على المستوى الفردى فى أى رياضة. وهناك حالة انسحاب واحدة نقبلها فى الرياضة، وهى حين يلقى مدرب بالفوطة لإنقاذ ملاكمه من علقة. أو حين يرفع مصارع يده معلنا انسحابه كى ينقذ عنقه.

** نحن أمام اتهامات خطيرة تطرح عن فساد فى محيط كرة القدم . ومعروف أن الفساد ظاهرة بشرية، بمعنى أنها مثل الخير والشر، ومثل الذكاء والبلاهة، ومثل الصدق والكذب.. والفساد فى تعريفاته ليس بالضرورة مايتعلق بالمال. فهناك أوجه عديدة للفساد، ولاتكفى المساحة لتسجيلها.. ولكن فى كرة القدم تشهد مسابقات ومجتمعات تلاعبا بالنتائج، وتلاعبا بالقرارات، وتلاعبا فى منح حقوق وبطولات كما حدث فى الفيفا.. وحين يوجه اتهام يبحث ويفند وينتهى بالبراءة أو بالحساب.. فهل نشهد ذلك فى حياتنا؟!

** العاصفة التى تعيشها كرة القدم متعددة الأوجه، وتشير إلى أن اللعبة فى أزمة حقيقية، ومن أخطر الجوانب تلك الحروب والمعارك التى تدور عبر صفحات التواصل الاجتماعى، وعبر وسائل الإعلام، وهى حروب ومعارك تعكس التعصب الهستيرى، لدرجة تبادل أسوأ وأقذع أشكال الشتائم.. فهل تلك رياضة؟ وهل من المعقول أن يتبادل جمهور وإعلاميون السباب؟ وهل من المقبول أن يطرح آخرون أخبارا وقصصا تغذى الفحم المشتعل بالبنزين.. إن هذا ينذر بمواجهات خطيرة، وسوف يتحمل كل من شارك ويشارك فى افتعال وصناعة تلك المعارك الرياضية المسيئة المسئولية أمام المجتمع. وإن شاء الله أمام القانون..

** كما يفعل المراسلون: أكتب إليكم من أمام «كهف المستكاوى »؟!
هذا صحيح، فهناك كهف شهير وقديم، اكتشف عام 1922 فى الصحراء الغربية فى محمية الجلف الكبير، ويسمى «كهف المستكاوى » ويحمل رسومات الإنسان الأول من عصر ماقبل التاريخ.. والآن أعود إلى الكهف أملا فى أن يوفر لى الحماية من سوء المناخ؟!

** حد عايز ييجى ؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف