الأهرام
مرسى عطا الله
مفاتيح السعادة والنجاح ومغاليق الفشل والإحباط !
علمتنى الحياة - بحلوها ومرها - أن السعادة فى متناول كل واحد منا بشرط أن يعرف الطريق الصحيح لبلوغها،
والذى يبدأ أولا بإدراك مغزى وجود الإنسان على ظهر الدنيا من أجل العمل.. فإذا بدأ الخطوة الأولى على طريق السعادة بالعمل فإن عليه أن يواصل الرحلة من خلال تحقيق الانسجام مع المجتمع الذى يعيش فيه بأن يتجنب قدر ما يستطيع أجواء الصراع التى ترهق ذهنه ونفسيته، وأن يواصل التفكير فى المستقبل الأفضل متجنبا الالتفات إلى الوراء!

بإمكانى أن أقول إن أسعد الناس هو الذى يتقمص فى هذه الحياة دور الفارس الذى إذا امتطى جواد السباق يمد بصره إلى الأمام فقط ولا يلتفت يمنة ولا يسرة مهما يكن حجم الضجيج الذى يستهدف شد انتباهه بعيدا عن الهدف الذى يسعى إليه.

ولأن تجربة الحياة هى خير معلم أستطيع أن أقول إن أتعس الناس فى هذه الدنيا هم الذين يستسلمون لواقعهم ويعاملون كل من يحاول مساعدتهم للخروج بهم من دنيا الأوهام والشكوك معاملة عدائية، ويتجاهلون الحقيقة التى تقول إن معظم عذاب المرء من داخله.

ومعنى ذلك أن توافر الانسجام الداخلى للإنسان مع نفسه والقدرة على مراجعة تصرفاته هو السبيل الوحيد لحمايته من أوهام الفشل والاضطهاد وسوء البخت، وبالتالى عدم الوقوع فى براثن الإحساس الدائم بالفشل.

ومع أن واقع الحياة يؤكد لنا أن مثل هذا الانسجام الداخلى أمر نادر بسبب الصراع بين كائنين يعششان داخل كل واحد منا إلا أن ذلك الاتفاق مع النفس أمر ممكن بالنسبة لمن يملكون إرادة قوية وعزيمة صلبة وإيمانا صادقا.

وفى ظنى أن معظم من يفتقرون إلى نعمة الانسجام الداخلى تغيب عنهم إحدى أهم حقائق وثوابت الحياة، وفى مقدمتها أن عدم النجاح ليس معناه الفشل لأن هناك حالات قد يستحيل فيها النجاح بسبب الظروف والملابسات المحيطة التى لا علاقة لها بالشخص أو بأهليته للنجاح، ومن ثم فإن فرصته فى النجاح تبقى قائمة عندما تتغير الظروف والملابسات المحيطة به... ولتكن لنا فى السيرة النبوية الشريفة ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى مولد صاحبها محمد بن عبد الله خير أسوة حسنة نقتدى بها لامتلاك مفاتيح السعادة والنجاح!

خير الكلام :

<< الأثرياء أمنياتهم قليلة ومخاوفهم كثيرة... الفقراء أمنياتهم كثيرة ومخاوفهم قليلة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف