المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف اللهم هجرة
في مثل هذا التوقيت من كل عام. أمني النفس بأحلام العام الجديد. أمنيات كثيرة. شخصية وعائلية ووطنية. لكن هذه المرة سأختصر المسافات وأجمع الأمنيات في أمنية واحدة وهي الخروج من هذا البلد طالباً الهجرة إلي أي دولة أوروبية. لا عربية ولا أمريكية.
ولماذا أوروبية بالتحديد. أولاً لأن أمريكا لا تناسبني لأنها ليست لها أي خلفية حضارية وأنا إنسان متعود منذ ولادتي علي العيش بخلفية حضارية 7 آلاف سنة. أما بالنسبة للدول العربية. فهي أيضا لا تناسبني حيث ان أهلها أصبحوا يتعاملون مع المصري بتعال شديد. وأنا نفسي عزيزة الصراحة. ولن أستطيع أن أعيش في أي دولة عربية أكثر من أسبوع.
وأسباب الهجرة لديَّ بسيطة وهي نفس الأمنيات التي لطالما حلمت بها لمصرنا الحبيبة. ولكن تمر السنون وتحقيق الأمنيات بها يتحول من الممكن إلي الصعب إلي المستحيل!
نفسي أشم هواء نظيفاً بدون تلوث. أتناول طعاماً صعباً بلا سموم ولا سرطانات. أسير بالسيارة في شوارع بلا مطبات ولا زحام وعندما أصل أجد مكاناً أركن فيه السيارة. نفسي أعمل عملاً واحداً بدون عمل إضافي 8 ساعات في اليوم لمدة 5 أيام ويومين إجازة أسبوعية. ومرتب يكفيني ذُل السؤال. نفسي أعلم أولادي تعليماً متميزاً يعتمد علي تنمية عقولهم. وليس الحفظ والتلقين. نفسي لما أصاب بمرض أجد الطبيب الذي يداويني دون أن تلتهب من فاتورة علاجه مصاريني!
المشكلة التي تواجهني هي ماذا سأعمل في دولة أوروبية. كل خبراتي في مجال الصحافة والترجمة. وهي وظيفة لا تأكل عيشاً لا في الداخل أو الخارج. فكيف أعمل صحفياً مثلاً في هولندا. وماذا ستنفعني الترجمة من الإنجليزية إلي العربية في بلاد تتحدث التشيكية مثلاً؟!
الأمل الوحيد في هذه المشكلة أن تظهر دولة أوروبية لديها أزمة في ارتفاع معدل الإناث وانخفاض معدل الذكور. وتطلب توطين شباب من شمال إفريقيا لتخصيب "البط المسكوفي". أعتقد أنني سأكون جاهزاً لهذه المهمة!
الله يرحم المطرب الشعبي الجميل حسن الأسمر كان "بيحلم وهو صاحي". مثلي تماماً!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف