الست "أم أيمن" أو "عزة الجرف" كما أطلقت عليها أسرتها.. تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية رادعة ضد الجيش المصري.. لأن الجيش المصري الذي تتحدث عنه يسرق النفط الليبي ولأنه "محتل فاجر!!" ولأنه من "الخونة" ومنذ عهد الملك فاروق..!!
ولا أدري.. بأي حق.. توجه أم أيمن.. "هذه الدعوات الكريمة"!! للولايات المتحدة الأمريكية..
هل لأن أمريكا وقواتها المسلحة فرع من فروع "الجماعة الإخوانية" التي تنتمي إليها "أم أيمن"؟!
أم لأنها أمريكا هي الراعي والمخطط والموجه لهذه "السيدة الجليلة" عزة الجرف ومن تنتسب إليه وان لها عليهم حق الشكوي والاستغاثة..؟!
"أم أيمن" ومن معها.. لا تتوقف عند هذا الحد من الإهانات.. بل تذهب إلي القول ان "الحليف" أو العميل الأول لواشنطن وهو "إسرائيل" قد "ألبست" المصريين "الطرح" وان حرب 1973 لم تكن إلا "صدفة" وانها "ضربة حظ" وانتهت..
الملفت للنظر.. ان "عزة الجرف" لم تقدم نفسها للقراء أو للجماهير الذين وجهت إليهم حديثها..
أهي أمريكية الأصل والمنبت..؟!
أم هي "صهيونية" التكوين والملة..؟!
أم انها "مجرد عميل" جري اعداده وتلقينه..
عميل يردد ما يوحي إليه.. دون تفكير.. أو إحساس.. أو مراجعة.
****
هذه التركيبة النفسية والعقائدية والسياسية والتي تتحدث من خلالها "أم أيمن" هي للأسف نفس التركيب والتشكيل والتكوين الذي اختارته "جماعة الإخوان" أساسا ليكون محور بناء الجماعة وقيامها.. بعيدا عن الوطن الذي نشأت علي أرضه وبعيدا عن القيم والأخلاق التي اجتمع الناس وأجمعوا علي احترامها والتحلي بها..
فضلا عن الابتعاد عن الدين الذين ارتضاه الشعب عقيدة وملجأ وملاذا يبتعد بهم عن الرذيلة وعن الشر.. وينهيهم عن المنكر..
هذه التركيبة النفسية والسياسية التي تقدمها الست "أم أيمن" تريد أن تسلم البلاد والعباد للأمريكان وللصهاينة..؟!
هل تعتبر "الست" الملايين من المصريين. العاملين في الجيش. وفي الشرطة وفي جميع مؤسسات الدولة.. خونة..؟! وإذا كانوا كذلك كما تتصور وتتخيل أم أيمن.. فمن خانوا..؟ ولصالح من ذهبت وتوجهت خيانتهم؟ ومن هم الأعداء الذين تحذرنا منهم "أم أيمن"..؟!
الإجابة المباشرة علي هذه التساؤلات تتلخص في:
ان هذا الوطن المسمي "مصر"..
وهذا الشعب المصري الذي تعلن الغضب والثورة عليه.. قد وقف في وجه القوي التي أنشأتهم وربتهم وشكلتهم ودربتهم ووجهتهم يوم قدمت "مدرس خط" لم يتجاوز عمره ال 22 عاما ليكون إماما للمسلمين!! وليكون "صاحب دعوة مشبوهة" هدفها.. تفتيت الوطن وتشويه الدين الإسلامي.. وإذكاء الفتنة بين أبناء الكيان الواحد..
وهذا ليس كلاما مرسلا.. ولا اتهامات بغير أصل أو أساس .. إنما هو الواقع والتاريخ.
ما يؤكد هذا ويدعمه.. ان هذه الجماعة "جماعة العمالة" والفتنة.. لا يذكر لها وبعد 87 عاما من وجودها.. انجاز واحد يحسب لها.. لا يذكر لها.. إلا الحرص الشديد علي أن يبقي الفقر سائدا وعاما.. وأن يبقي الجهل سمة والأمية حقيقة راسخة في حياة الجماهير المصرية.. فضلا عن المرض الذي هو نتيجة طبيعية للجهل والفقر..
****
لم يكن منهج وسلوك الجماعة التي تنتمي إليها "أم أيمن".. توجها ومنهجا. نابعا فقط من فكر الجماعة وقادتها.. ذلك انه ومن الأساس ليس للجماعة رؤية أو فكر.. إنما هي "منظمة" مصنوعة ومفبركة لتقوم بمهمة واضحة ومحددة.. وليس عليها إلا أن تلتزم وتعمل وفق أوامر وتوجيهات تأتيها من صانعيها وفق مبدأ "فرض عليها" وبقيت محافظة عليه.. وهو الأمر والطاعة.. دون مناقشة أو دراسة أو مراجعة..
ولذلك عندما جري الإعلان عن قيام أو إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وخرجت جماهير الشعوب العربية والاسلامية تناهض هذا الإعلان وترفض قيام الدولة الصهيونية وتدعو إلي الكفاح المسلح لمنع هذه "الجريمة الدولية" وخرجت جيوش عربية لتحارب قيام هذه الدولة..
خرجت يومها جماعة الاخوان لتعلن انها ستذهب إلي فلسطين لتشارك في الحرب ضد قيام هذا الكيان.. ولم يكن هذا الخروج وهذا الإعلان إلا تمثيلية سخيفة ومكشوفة.. سرعان ما ظهرت حقيقتها وطبيعتها.. صحيح ان الجماعة قد بعثت بعدد محدود للغاية من شبابها إلي فلسطين عام .1948
لكن الصحيح أيضاً انها سرعان ما سحبت هؤلاء الشباب وأعادتهم إلي مصر دون سبب أو مبرر واضح..
فلم يكن قد مضي علي "الحرب" إلا أسابيع أو أشهر قليلة معدودة.. وكانت دعوات التعبئة الشعبية علي أشدها وفي جميع الدول العربية لمواجهة هذا الخطر.
وكانت "الهمة" والتعبئة الغربية الأوروبية الأمريكية الصهيونية علي قدم وساق..
لكن الجماعة وفي عز المعمعة سحبت من سمحوا له بالذهاب ليعود إلي مصر.. لا لشيء إلا ليستكمل بهم ومن خلالهم المؤامرة الكبري.. كل ذلك عام 1948 نفسه..
عادوا ليحولوا مصر إلي الصراع وإلي الفوضي وإلي العنف والقتل وذلك لكشف مؤخرة وظهر الجيش المصري الذي ذهب إلي فلسطين لوقف المؤامرة..
وبدأت الجماعة دورها لفتح جبهة قتال وفتنة داخل مصر.. قتلوا رئيس الوزراء أحمد ماهر ثم قتلوا الخازندار.. ودمروا محكمة الاستئناف ثم قتلوا رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي.. كل ذلك والجبهة الأخري مفتوحة عن آخرها يتدفق إليها وعليها العملاء والأجراء من كل فج..
ذلك والجيش المصري محاصر في فلسطين.. محاصر بين جيوش أمريكا وأوروبا والصهاينة في الشمال في فلسطين وبين عصابات الجماعة التي فرضت الفوضي والعنف والاضطراب داخل مصر.. وكانت النتيجة كما نعرفها ونعيشها.
****
والسؤال.. هل تغير سلوك الجماعة.. ومنذ هذا التاريخ..
بالطبع لم يتغير شيء.. بل ظلت المهمة التي تأسسوا من أجلها كما هي..
لكن الجديد هو انتقال "المؤامرة الدولية" إلي هدف آخر أكثر خطورة وشمولية.. هو :
* ضرب الإسلام نفسه..
* تشويه أهدافه ومراجعه وقيمه..
* الوقيعة بين شعوبه ودوله..
* والحيلولة دون أي قيام أو نهوض لدولة أو شعب من شعوبه
* ثم تحويل الحروب والمواجهات والصراعات.. إلي اقتتال داخلي سواء كان اقتتالا دينيا أو مذهبيا أو عرقيا حتي تحرم الدول التي تحاول الخروج من مأزق الفقر والجهل والمرض من أي فرصة للتخلص مما هي فيه.. وكانت الجماعة بالطبع هي الفئة الجاهزة والمعدة للقيام بالمهمة حتي عندما تجمع الأعداء بالخارج وأيضاً في الداخل لتنفيذ المهمة ومكنوا الجماعة من الوصول إلي السلطة في مصر..
إلا ان الجماعة التي لم تتعلم ولم تعرف إلا التخريب والعنف والهيمنة بالباطل لم تستطع أن تحافظ علي ما أوصلوها إليه وهو السلطة وفي أعلي درجاتها رئاسة الدولة في مصر.
وخرج الشعب المصري عن بكرة أبيه جيشا وشعبا وأمنا ليزيحوا هذا الكابوس وخرج وسقط الكابوس إلا ان التخطيط الدولي لم يسمح لهم بالخروج الكامل فإن كانوا قد فشلوا في الاحتفاظ بالسلطة فلا أقل من أن يستمروا في مزاولة المهمة التي أتوا ومن البداية من أجل تحقيقها وهي استمرار الصراع والاقتتال والعنف في الأرض التي مازالوا يعيشون عليها سواء كانوا في مصر أو اليمن أو العراق أو سوريا أو ليبيا وهذا ما يسمونه اليوم وتتحدث أم أيمن باسمه.