الجمهورية
د. أحمد جاد منصور
التعليم الفني قاطرة التنمية
لا شك أن التعليم الفني والتدريب يعد من أهم أنواع التعليم.. وهو بحق الصانع الحقيقي للتنمية.. وتهتم جميع الدول المتقدمة بهذا النوع من التعليم وتنشئ الكثير من المدارس الفنية في جميع المجالات كالكهرباء والسباكة والخراطة. والتعدين.. وغيرها من المجالات.. ويدرس الطلبة فيها أحدث مستويات التعليم الفني لمدة ثلاث أو أربع أو خمس سنوات.. يتخرجون بعدها علي أعلي مستوي يجمعون بين الدراسة النظرية والعملية ويصبحون قادرين علي العمل وفقاً للاحتياجات المطلوبة.. ومؤهلين تماماً لإنجاز كل الأعمال المطلوبة منهم.
ونؤكد أن الفنيين خريجي تلك المدارس هم القاطرة الحقيقية للتنمية في أي دولة.. وأعدادهم تكون أكثر بكثير من خريجي الجامعات وهذا هو الأمر الطبيعي والمنطقي.. وهذا للأسف عكس ما نشاهده في مجتمعنا حيث نجد أن أعداد خريجي الجامعات أكثر بكثير جداً من خريجي المدارس الفنية.. لأن أعداد المقبولين في الجامعات المصرية لا يتم تحديدهم وفق خطط موضوعية أو طبقاً لاحتياجات سوق العمل وإنما يتم قبولهم حسب سعة الكليات.. وهذا أمر غريب للغاية لأنه يؤدي في النهاية إلي زيادة نسبة البطالة من خريجي الجامعات.
إضافة إلي الثقافة المغلوطة المنتشرة للأسف في مجتمعنا والتي تنظر إلي طلبة المدارس الفنية نظرة دونية وتصمهم بالفشل وعدم النجاح مما يؤثر بالسلب علي حالتهم النفسية ويعانون أشد المعاناة من نظرة المجتمع لهم.. وعلينا أن نسارع إلي القضاء علي هذه الثقافة ونتبني ثقافة أخري تضفي عليهم الاحترام والتقدير.. وتؤكد أن الإنسان هو الذي يصنع الاحترام لنفسه والنجاح في مهنته أياً كانت هذه المهنة طالما كانت مهنة شريفة وتسهم في تنمية مجتمعه.
ولا شك أن عدم الاهتمام بالمدارس الفنية أدي إلي تدني المستوي العلمي لخريجي تلك المدارس وبالتالي عدم قدرتهم علي الإسهام الحقيقي بالمواصفات والجودة المطلوبة في العديد من المشروعات.. الأمر الذي يطرح ضرورة تقييم الوضع القائم وتطوير المدارس القائمة بما تحويه من ورش فنية في كل التخصصات. واستحداث مدارس جديدة.. ولا يوجد ما يمنع من أن تكون الدراسة مدتها خمس سنوات بعد اجتياز الشهادة الإعدادية.
ومن المهم أن نستفيد من تجارب الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال وأن نقتبس منهم المناهج وتكنولوجيا الأعمال الفنية حتي نضمن أن يكون خريجو تلك المدارس مؤهلين جيداً في جميع المجالات.. ولا مانع من عقد بروتوكولات تعاون مع بعض دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وغيرها والتي تعاني من الهجرة غير الشرعية لكثير من شبابنا.. وأؤكد أنهم سيرحبون تماماً بمد مصر بكل أوجه التعاون المطلوبة في هذا الشأن لأن بقدر ما سوف نستفيد في مصر.. ستتحقق فائدة لهم أيضا من خلال الحد من الهجرة غير الشرعية إلي درجة كبيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف