لويس جرجس
السلام وصية نابليون المتأخرة
كشف إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ان قيمة واردات مصر من التفاح وحده تجاوزت رقم ال 1.8 مليار جنيه. هل يعقل أن يبدد بلد ثروته في إسراف علي هذا النحو بينما يعاني من نقص حاد في العملات الصعبة اللازمة لتغطية احتياجاته الأساسية ويعاني مواطنوه من مشكلات صحية وتعليمية واقتصادية حادة ويبحث أبناؤه عن فرصة عمل كريمة.
وهل نأمل أن تصحح الإجراءات التي أعلن عنها البنك المركزي لتنظيم الاستيراد لتطبق مع بداية العام الجديد هذا المسار الخاطئ وأن تضع حداً لهذا الإسراف غير المبرر أم ان أصحاب المصالح سيواصلون اكتشاف الطرق الملتوية الكفيلة بالتحايل عليها والاستمرار في هذا النزيف القاتل؟
تولي وزير التعليم العالي المصري مؤخراً رئاسة رابطة تطوير التعليم في افريقيا لمدة عامين وهو ما يعني ان مصر ستقود سياسة تطوير التعليم الجامعي بالقارة خلال هذه الفترة وهنا يحق لنا أن نسأل عن حال التعليم الجامعي في مصر الذي سيعمل الوزير علي نقل خبراته فيه إلي دول القارة التي تتطلع إلي تحقيق تطوير حقيقي في هذا المجال؟
يعيش بعض الكتاب في عالم لا يمت إلي الواقع بصلة ومن ذلك ما كتبه أحدهم منبهاً الدولة إلي "سيطرة الشيوعيين علي المجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية القومية" ويحذرها من "محاولاتهم لتعيين أصدقائهم في البرلمان" يبدو ان هذا الكاتب يتصور انه يكتب في صحافة السبعينيات عندما أطلق السادات حملاته الإعلامية ضد اليسار المصري الوطني المعارض لسياساته وأصبحت تهمة الشيوعية تطارد كل معارض.
مسرح 2015 يرفع لافتة "كامل العدد" ويحقق 5 ملايين جنيه إيرادات.
يشير هذا العنوان الصحفي وهو خاص بمسرح القطاع العام فقط إلي حالة ثقافية إيجابية مرت علي المجتمع المصري في العام الذي يودعنا. يجب الحفاظ عليها بل والحرص علي دفعها إلي الأمام ليحقق إيرادات أضعاف ما تحقق فيه وليقدم للمواطن المصري وجبة ثقافية لا غني عنها حتي وان واجه مشاكل مختلفة في حياته اليومية الخبر تضمن تطوراً إيجابياً آخر وهو ان بعض عروض الشباب حظيت بنجاح جماهيري كبير وساهمت أيضاً في عودة الجمهور للمسرح من جديد. ربما تساعد هذه العودة الثقافية بعد سنوات عجاف طالت كثيراً في تنمية الذوق العام مرة أخري ودفع الشباب إلي العمل بإيجابية أكبر من أجل تنمية الوطن وتصويره.
لقطة : أشعل نابليون بونابرت الحروب وغزا عشرات الدول وتسبب في مقتل وإصابة الآلاف من الفرنسيين وغيرهم من البشر في جميع أنحاء العالم وعندما دنت ساعته وحيداً في جزيرة سانت هيلانة كتب يوصي ابنه بألا يمضي في طريق الحروب والفتوحات متشبهاً به. بل يعيش للسلام وللسلام وحده كما أوصاه بأن يكثر من قراءة تاريخ الأمم والحروب والفتوحات .