عبد النبى الشحات
الأيدي المرتعشة لا تصنع المستقبل
¼ حينما يعلن رأس الدولة صراحة أمام الرأي العام أنه سيوقع بنفسه علي مشروعات السلاسل التجارية بالصعيد بسبب الإجراءات المعقدة والأيدي المرتعشة لكثير من مسئولينا ووزرائنا.. فهذا معناه بكل وضوح ودون ¢لف او دوران ¢ اننا أمام حكومة عاجزة بكل المقاييس عن إتخاذ القرار ويكشف عن مدي إدراك الرئيس لحجم البيروقراطية والروتين اللذين يعشعشان داخل كل الدواوين والمصالح والهيئات الحكومية في مصر مما تسبب في تعطيل المشروعات القومية التي تحتاجها مسيرة التنمية في مرحلة نحن أحوج مانكون فيها إلي الجراءة والشجاعة في اتخاذ القرارات لبناء مصر الجديدة.
¼ ياسادة أن أصعب شئ علي المواطن الان هو التعامل مع الحكومة ودولة صغار الموظفين الذين يستمتعون بتعذيب المواطن علي الابواب ¢رايح جاي¢ دون قضاء مصلحته او حاجته وكل بالقانون كما يقولون المهم ان مافيش حاجة بتخلص في مصر الان إلا ¢بتفتيح الدماغ ¢.
¼ الأنكت أن الدستور الجديد نص صراحة علي اللامركزية في إتخاذ القرار وكل الوزراء في الحكومة يتحدثون عن اهمية اللامركزية وفي الاخر مافيش واحد ¢ بس ¢ بيطبقها علي أرض الواقع.
¼ هل يعلم رئيس الحكومة الحالية أو أي حكومة سابقة ان مكاتب الاستثمار في المحافظات لم توافق علي مشروع واحد منذ اكثر من 4 سنوات حتي الآن وتعقد الإجتماعات وتنفض في مكاتب الاستثمار دون قرار لان كل شيء يتعلق بالاستثمار والمشروعات أصبح يتبع الباب العالي للاستانة في وزارة الاستثمار بالقاهرة التي باتت هي المتحكمة في توزيع اراضي الإستثمار بالمحافظات مقابل 1% يعني بالبلدي عمولة سمسرة واللي عنده مسمي غير كده يقول عليه.
¼ بالمناسبة نظام الشباك الواحد الذي يتحدثون ليلا ونهارا نسمع عنه في التصريحات الوردية فقط للمسئولين بالحكومة اما الواقع فيؤكد ان كل المستثمرين الجادين بيلفوا كعب دائر.
¼ ان هذه الأيدي المرتعشة لمسئولينا ليست سوي حالة مرضية من اهم شواهدها فقدان شجاعة الموافقة علي ما هو مطلوب من قرارات... في هذه المرحلة الصعبة ولاجدال انه كان وراء ذلك موجة الاتهامات التي لم يكن لها لا ضابط ولا رابط وسادت الساحة بعد ثورة 25 يناير وهذا التوجه لقي الدعم والتأييد من جماعة الإرهاب الإخوانية بهدف تشويه كل شئ في البلد ونتيجة لذلك تفشت ظاهرة توجيه الإتهامات "عمال علي بطال" دون اي سند الامر الذي تسبب في تخوف الجميع من تحمل مسئولية القرار لكن هل يمكن ان تستمر الاوضاع بهذا الشكل بعد ثورة 30 يونيو وانتخاب رئيس يتمتع بشعبية ساحقة ووجود برلمان جديد طبعا الإجابة لا والف لا و¢اللي مش قادر¢ علي تحمل المسئولية عليه ان يرحل اليوم قبل الغد.
¼ عموما ان ما عبر عنه الرئيس في كلمته المريرة ليست إلا تجسيدا لموانع عدم التقدم بالمعدلات الواجبة التي تسجيب لما نتطلع إليه ونتمناه وحلم التقدم للامام لايمكن ان يتحقق بدون ان يحرص كل مسئول في موقعه علي الإنجاز والعمل والإنتاج وبذل العرق ولنعلم جميعا ان الايدي المرتعشة لاتصنع المستقبل
¼ علي كل أعضاء البرلمان القادم ان يدركوا ان إختيار الحكومة القادمة مسئولية وطنيه غاية في الاهمية والخطورة معا... يعني باختصار إذا فشلت الحكومة فشل البرلمان وبالتالي لامجال للمحاباة في إختيار الوزراء
¼ الإخوان واعوانهم من تجار الدم فشلوا فشلا ذريعا في إرهاب ملايين المصريين وإثارة الفوضي في الشارع لإفشال الدولة علشان كده غيروا الإستراتيجية عبر كتائبهم الإلكترونية باستقطاب خرفان التويتر والفيس بوك إياهم بالهجوم علي كل شيء في الدولة وتشويه كل مسئول كويس في البلد فهل يدرك الحاقدون والكارهون والمتأخونون خطورة الدعوات المسمومة للنزول في 25 يناير القادم... أشك.