منذ إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية علي الحدود السورية في نوفمبر الماضي، وبوتين لا يكف عن (ترقيص) خصمه التركي اردوغان بلغة كرة القدم.
فرأينا (القيصر الجديد) يباغت (الخليفة العجوز) بحركات سريعة ومفاجئة، واستحواذ تام علي الكرة وسيطرة كاملة عليها، حتي انه يمررها بين قدمي خصمه دون أن يستطيع الاخير فعل شئ، وفي النهاية تري الكرة تسكن الشباك بفعل التسديدات المتتالية. اخر الأهداف الروسية في الشباك التركية كان استقبال موسكولصلاح الدين دمرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الداعم للمتمردين الأكراد. زيارة قالت عنها مؤسسة (ستراتفور) المتخصصة في دراسات الاستخبارات إنه بانجازها تكون القيادة الروسية قد وضعت يدها علي نقطة ضغط علي الأتراك متمثلة في الأكراد. وتقول المؤسسة البحثية الدولية ان روسيا تجيد تحديد نقاط ضعف الخصم ومن ثم ممارسة الضغط عليه، وفي حالة تركيا فإن موسكووجدت نقطة الضغط في الأكراد. ويري مراقبون أن موسكوتستمر بتنفيذ تهديدات بوتين الذي سبق أن توعد بمحاسبة الأتراك علي إسقاط الطائرة وعدم الاعتذار. لكن الزيارة المثيرة للجدل تفتح الباب أمام روسيا للتأثير داخل تركيا والرد علي سياسات أردوغان بورقة الأكراد. ويتحرك الروس بالتوازي لضرب الدور التركي في الأزمة السورية، بالتركيز علي قصف المناطق الحدوديــة التركية السورية لمنع تسلل المسلحين، ومنعهم من الحصول علي الدعم. وتحدثت تقارير عن طائرات روسية ألقت بواسطة المظلات خمسة أطنان من الأسلحة الخفيفة والذخائر لوحدات حماية الشعب الكردية في حي الشيخ مقصود بحلب، وهوما يعني أن الروس جادون في دعم خصوم أردوغان وتقويتهم.