الأخبار
صابر شوكت
المبتزون والعباية الرئاسية
يبدو أن صبر الرئيس قد نفد.. قالها علي الهواء منذ اسبوع «أنا ماليش شلة».. ربما ملايين المصريين البسطاء لم يفهموا الرسالة.. الرئيس السيسي كان حياؤه يمنعه من تأنيب هؤلاء السذج الذين تخيلوا إنهم يستطيعون أن يفعلوا معه ما كانوا يفعلونه أيام مبارك.. كانوا يعلقون صور لقائهم بمبارك في لقاءات عابرة.. ولكنهم ارتدوها «عباية رئاسية» كجواز مرور لتحقيق مصالحهم الخاصة.. بعضهم تقرب أكثر للرئاسة أيام مبارك.. ومعهم ملفات علي خصوم.. استخدموها لابتزازهم عند عدم تحقيق مصالحهم.. وبعضهم حفظها في بئر الأيام عند الحاجة.. وكان مبارك يفرح بهذه الملفات ويجيد لعبة الابتزاز وتبعه جيش من الأتباع ورموز رجال مال وسياسة.. عادوا يتسيدون الساحة السياسية الآن بفضائيات فضايح.. هؤلاء للأسف بعد ثورتين عظيمتين حتي الآن لم يرتقوا إلي دم شهداء الوطن الذين يتساقطون حتي الآن من أبنائنا بالجيش والشرطة في الحرب المقدسة علي الإرهاب.. حولوا إرث الإبتزاز إلي ثقافة مجتمع مثل فسادهم.. ليصير اليوم كالهواء والماء تعيش به وخرجوا جميعاً علي الهواء بتعليمات ومباركة من بعض «حكماء الدولة العميقة» يعرضون بضائع الابتزاز لمن يريدون ذبحه بالحق أو بالباطل لا يهم.. وعاش المصريون في ذهول يتابعون مباريات الابتزاز بين الجميع والعالم الخارجي يتابع علي الشبكة العنكبوتية فضايح الجميع في مسلسل الابتزاز بين جميع من ارتدوا «العباية الرئاسية» من أول صاحب الصندوق الأسود وكارثته الفضيحة.. وحتي فضايح إعلامية «الخير» وإعلامي عرض فيديو المخرج النائب.. وغيرهم. وللأسف جميعهم كانوا قد التقوا بالرئيس وخرجوا يهيئون للملايين انهم رجال الرئيس!! بدليل انه رغم فسادهم المعلن يصحبهم معه في رحلاته للخارج بفرق إعلامية تسانده.. والرئيس بريء عن ذلك.. ولم يطلب أحداً منهم.. وأخيراً فرغ صبره.. وأعلنها قائلاً «أنا ماليش شلة» وهو ما يؤكد ما قاله لهم من قبل «لا يوجد عليّ فواتير لأحد» فلم يفهموا.. بقي للرئيس شيء واحد يفعله حتي يفهموا.. أن يتخلص من عبء تحملهم وحسابه عليه.. بحرمانهم من اصطحابهم في رحلاته الرئاسية لدول العالم.. وانتقاء الشرفاء من إعلاميي التليفزيون المصري.ولأن مرتدي العباية الرئاسية من رموز المبتزين كثيرون فانتشروا بجميع قطاعات المجتمع.. وربما آن الأوان لحكماء الدولة العميقة أن يعروهم من هذه العباية بعد تزايد حقهم وغضب الرئيس.. فأصبحوا عرايا أمام الجميع أشهرهم «تكتل برلماني» ظل يتاجر بحب الوطن.. وانهم رجال الرئيس.. وانهم سنده ويريدون تشكيل الأغلبية لحمايته فوجئوا بعد أن أعلن الرئيس انه ليس له شلة.. ان اظلمت الدنيا عليهم وذهبت الهالة الكاذبة التي يتسترون بها لتحقيق مصالحهم.. فانسحب الجميع من حولهم.. فكانت الكارثة ان تخرج عناوين الصحف صباح الأربعاء الماضي انهم يحذرون الجميع «إن لم ينصاعوا طائعين ويدخلوا تكتلهم البرلماني لتشكيل الأغلبية» سوف ينحل المجلس النيابي.. انهم يمارسون الابتزاز حتي آخر نفس.

وآخر للأسف رئيس ناد رياضي بعد أن تخلي عنه حكماء الدولة العميقة وصار عارياً من هالته بعد تصريح الرئيس وتم هزيمة فريقه علي غير المتوقع.. فخرج علي الجميع يعلن ثورته وانه «سيخرج سيديهاته» علي جميع العاملين بالحقل الرياضي التي يحتفظ بها في مكتبه. وأكد الخبثاء انه بارع في حفظ «السيديهات» وتحقيق مصالحه بها بالإبتزاز.. ويبدو أن حكام المباراة خذلوه.. فخرج يعلن ما لديه من سيديهات الرشوة دون خجل.. انه متستر علي فساد وجرائم.. انها كارثة الابتزاز التي تسلل بها أغلب المستترين بالعباية الرئاسية إلي البرلمان وتسيدوا الإعلام وفضائيات الفضايح ويهددون بتفجير المجتمع كله في أي لحظة.. وأخيراً.. خرج الرئيسي السيسي عن حلمه وصبره معلنا في احتفالات مولد سيدنا النبي «لا أقبل بترويع مواطن مصري واحد».. انهم يا سيدي الرئيس يروعون ٩٠ مليون مصري ينشدون الحماية من جرائم الإبتزاز التي أصبحت ماء نشربه وهواء نتنفسه.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف