أحمد جلال
التوريث شفرة الحرب بين عبد ربه وميدو على جثة الإسماعيلى
>>شيكابالا وقود المعركة.. ورحيله مؤكد عن قلعة الدراويش
>>المحافظ تدخل فى الوقت الضائع.. وسحب شارة القيادة من القيصر
رباعية مذلة، فاز بها مصر المقاصة على النادى الإسماعيلى، فجرت براكين الغضب التى ظن العميد محمد أبو السعود أنه أخمدها بقبول استقالة ميدو، المدير الفنى، وإيقاف حسنى عبد ربه، كابتن الفريق بعد الحرب التى تفجرت بين الطرفين، على الهواء مباشرة، فى أكثر من قناة فضائية، وشارك فيها مدير الكرة سيد متولى الموالى لـ«ميدو»، وطارق عبد ربه شقيق حسنى، بالتصريحات النارية التى قالها كلاهما، عن التجاوز والشتائم، بحق كل طرف
وقبل انطلاق اللقاء الذى نسف كل محاولات الصلح، تسرع أبو السعود ليعلن أن ميدو سيعود لقيادة الإسماعيلى، خلال ساعات، الأمر الذى أدى لانشقاق شديد فى صفوف الفريق، وفشل معه أشرف خضر المدير الفنى المؤقت فى احتواء الموقف، لينفرط العقد، وتنتهى الأزمنة بكارثة تعكس انهيار قطاع الكرة فى القلعة الصفراء.
ورغم شعبية عبد ربه الكبيرة فى الإسماعيلية، إلا أنه لم يكن صاحب الذراع الطولى فى هذه الأزمة، واختلفت الجماهير حول موقفه من الصراع مع ميدو، الناجم عن تغيير القيصر مع كل مباراة فى بدايات الشوط الثانى، وتحديدًا خلال الفترة من الدقيقة 55 إلى الدقيقة 61.
ونجح ميدو إلى حد بعيد فى إقناع جماهير الإسماعيلى بقدراته على بناء فريق قوى، حتى كانت أزمة عبد ربه، التى تسبب فيها تغذية شعور لدى القيصر أن ميدو يمنح شيكابالا صلاحيات أكبر فى الملعب، دون تقيد بتكليفات دفاعية، ما يجعله نجم الشباك الأول، على عكس ما كان يحدث مع عبد ربه، الذى كان يحصل على نفس الأدوار الهجومية، دون بذل جهد دفاعى كبير، يفقده كثيرًا من القدرة على الاستمرار فى الملعب لمدة 90 دقيقة، بسبب عودته مؤخرًا من جراحة فى الرباط الصليبى، وهى الثالثة من نوعها، ما يجعل من قيامه بواجبات مركز لاعب الوسط المدافع، لمدة 90 دقيقة أمرًا غاية فى الصعوبة، وبالتالى بات استبداله الخيار الأول أمام المدير الفنى، ومع تفوق شيكابالا، واستمرار استبدال عبد ربه، كانت الشرارة التى فجرت الموقف بغضب عبد ربه من استبداله فى لقاء المحلة فى الدقيقة 61، ورغم اعتذار اللاعب عن هذا التصرف، إلا أنه ألمح فى مداخلة هاتفية أنه يبذل جهدًا كبيرًا، بسبب عدم قيام شيكابالا بواجباته الهجومية، ما جعل ميدو ينفعل برد قاس، قال خلاله بالنص: «يا أنا يا ميدو فى الإسماعيلى»!!
وسط هذه المهاترات.. غاب عن المشهد من يفترض أن يخمد نار الفتنة، وهو حسين أبو السعود عضو مجلس إدارة النادى الإسماعيلى، والمشرف على الكرة، والذى لم تسعفه خبراته ولا سنه فى التعامل مع الأزمة بحكمة وصرامة، قبل أن تشتعل، ثم تنفجر على الفضائيات.
ودفع الإسماعيلى ثمن مجاملة نجل رئيس النادى، الذى ظن أنه يتعامل مع إرث، يوزعه حسب ضمان ولاء المقربين منه، وفى مقدمتهم نجله، خاصة وأنه تسبب فى قرار عاطف عبد العزيز عضو مجلس إدارة النادى على الاستقالة احتجاجًا على عدم التعامل مع ملف الكرة بشكل أكثر احترافية.
وأدى توريث ملف الكرة إلى تفجر الأوضاع، وسط ارتباك الرئيس نفسه، الذى اضطر للجوء إلى اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية، بعد أن بات التعامل مع نجمين من العيار الثقيل مستحيلاً.
وحاول المحافظ احتواء الموقف على طريقة قعدة العرب، لكن ميدو أدرك أن العودة تعنى الانتحار، وأن الأجواء لم تعد مناسبة للعمل، فى ظل الانفلات الذى سيطر على الأجواء.
حرب حسنى وميدو لن تتوقف عند حد هزيمة رباعية من المقاصة، لكنه سيمتد إلى شيكابالا، الذى ظن أن الكرة ابتسمت له، بعد سنوات عجاف، مع مدير فنى قادر على إنقاذه من عثرته، ويبدو استمرار شيكابالا مستحيلاً فى قلعة الدراويش، بعد رحيل ميدو، لا سيما وأن شيكابالا نفسه تحول إلى وقود لهذه المعركة.
ورغم القرار العنترى الذى اتخذه مجلس الإسماعيلى بسحب شارة القيادة من عبد ربه، وقبول استقالة ميدو، إلا أن هذه القرارات «كوموفلاش» أى لتهدئة الرأى العام فقط، وبعدها سيعود عبد ربه لممارسة سطوته من جديد.