الأهرام الرياضى
خالد توحيد
الرجل السيئ.. والأسوأ منه
سيئ جدًا ذلك الشخص الذي يتولي مسئولية في مكان ما، ويبقي أبد الدهر ــ بعد أن يخرج منه ــ واضعًا المكان في بؤرة اهتمامه، وربما في بؤرة تآمره وحقده، ولا يتوقف عن محاولة الإضرار به، طبعًا لكي يسقط من يتولي المسئولية فيه، ويبدو هو بالطبع ــ وهو جالس في بيتهم ولابس الجلابية ــ أعظم من أنجبت الإنسانية، وأنجح من تولي المكان، وللأسف الشديد ينتشر هذ النموذج كثيرًا في حياتنا، وظني أنه لا يرتبط إلا بالفاشلين، ومحدودي الإمكانات، الذين في الأغلب الأعم لم يحققوا ما يمكن التوقف عنده، وللأسف الشديد.. أيضًا، هذا النموذج يكاد يجتاح الوسط الرياضي في الأندية والاتحادات، وربما يفسر لنا هذا كم من الأزمات تشتعل بين الحين والآخر، وربما يفسر لنا أيضًا سر كل تلك المعارك الوهمية، التي لا ترتبط بكيان، ولا تختص بالمصلحة العامة!
سيئ طبعا من يفعل ذلك، الأسوأ منه هو ذلك الخائن، الذي يسرب ما يقال خلف الأبواب المغلقة، وهو لا يفعل ذلك إلا استكمالا لنفس غرض ذلك السيئ، وخدمة لنفس الهدف، ثم ــ بعد أن يرتكبوا هذه الخطيئة ــ يعتدلون كي يحدثوك عن العمل التطوعي وحب الرياضة والتفاني في خدمة النادي!! منتهي القذارة، والوقاحة، وقلة الأدب!!. تفتكروا الرسالة دي رايحة لمين؟!

................................

<< يعبر نفر من الناس في مصر عن رأيه السديد، وهو يعاني ــ بكل أسف ــ من كم هائل من الضغوط، والحسابات، والمؤثرات، وعليه لا يسلم الرأي المطروح من شبهة العوار، أو الانحياز، أو الانحراف، أو حتي الخطأ، باعتبار أن التأثر بأي عامل خارجي أو داخلي، هو أول مسمار في نعش الرأي السليم، ولذلك لا تصدق كثيرًا ما تسمعه من آراء تعرضت للهوي، أو التلوين، ولا تصدقها من الأصل، ولو استطعت أن تتجنبها من الأصل، فهذا أجدي، وأفضل، لأن مثل هذه الآراء لا تخرج عن كونها نوازع، أو رغبات، أو تنفيسًا عن مكنون منحرف، وأبرز ما ينطبق عليه تلك الأوصاف ما قيل عن رفض عودة نشاط كرة القدم، والمناداة بإلغاء الدوري، حتي يتم التوصل إلي الفاعل الحقيقي في كارثة استاد الدفاع الجوي، وتوجيه الاتهام له، وبالمرة الحكم عليه.. حكمًا نهائيًا، وهو ما يعني مساحة من الوقت، هي ليست بالطويلة، ولا هي كثيرة.. إيه يعني خمس أو ست سنين!؟

مش كتير، حاجة بسيطة جدًا، مقابل أن نعرف يقينًا من الفاعل، وحتي لو لم نعرف من هو، تمامًا مثلما يحدث الآن في حادثة استاد بورسعيد، التي مضي الآن ما يزيد علي ثلاث سنوات، ولم يعرف أحد إلي الآن من ارتكب هذه الفعلة الشنعاء، بل الأكثر من كل هذا.. لم نعرف ما الذي جري من الأصل؟!

مش مهم خالص، المهم أن يتوقف النشاط، قطعًا.. حين تتعرض لمثل هذه النوعية من الآراء، لا تكترث بها، ولا تعيرها اهتمامًا، بل لا تتوقف عندها، ولو لم يكن هناك مفر من التوقف عندها، فلتتوقف ولكن "امسكها وحط عليها بوسة حنينة، وتسيبها زي الشاطر جنب الحيط"، فهذا هو أبسط ما يمكن فعله حيال مثل هذه النوعية من الكلام الفارغ، والأفكار التافهة!!

الخطوة التي تقطعها مصر للأمام، ليس مسموحًا لأحد بأن يعيدها مرة أخري، ولا أن يؤخر قطع مزيد من الخطوات إلي الأمام.. أعدنا المسابقة والنشاط الرياضي بعد توقف طويل، وحين يعود وتقع حادثة لا يكون من المنطق الكلام عن التوقف من جديد، تكلموا عن منع الجماهير من الملاعب، فهذا الأوقع والأصوب، أما أن يكون المطلب هو إيقاف النشاط، فهذا يشبه من طالب بغلق الطريق الدائري لأن مواطنًا صدمته سيارة عليه بالأمس.. بالطبع المطلب أهطل، ومن طالب به أكثر هطلاً!!

....................................

<< أؤمن دوما بفكرة أن الإعلامي ليس من دوره صنع القرار، أو حتي الانحياز لقرار دون غيره، خاصة عندما يتعلق الأمر بقرارات تقع في صميم اختصاص المسئول، الذي هو بالطبع أكثر، وأفضل من يري تفاصيل المؤسسة التي يتولي مسئوليتها.. أيًا كانت، وبالتالي لا يمكن أن تقنعني بأنك قادر علي دفع هذا المسئول لاتخاذ قرار ما وتري أن ما تنادي به هو الصواب، تمامًا مثلما يفعلها بعض المحللين، حين يتدخلون في صميم العمل الفنية للمدرب، وتبدو الصورة أشد وضوحًا، حين يجلس البعض ليحلل مباراة في بطولة أوروبية، وتفصله آلاف الكيلومترات عن الملعب، ويتجرأ ليقول: "كان علي المدرب أن يبدأ المباراة بهذا اللاعب، وليس فلان الذي سيبدأ بالفعل"، ما شاء الله عليه المحلل العبقري، فلتة عصره وأوانه.. استطاع أن يعرف أكثر من المدرب، ومن الأصلح ليبدأ ومن الذي كان يتعين استبعاده، مع أنه لم يلمح أن المدرب تفصله أمتار قليلة عن لاعبيه، ويعايشهم كل يوم لساعات طويلة، إنما اللماح ابن اللماح.. الجالس في الاستوديو البعيد.. يعرف أكثر!!

معجزة بكل معني الكلمة.. لماذا أقول كل هذا؟ لأنني بكل فخر كنت الوحيد تقريبًا، الذي لم يصرخ طالبا عودة الجماهير للمدرجات، بينما من فعلها كان أول من هرول لغسل يديه! حتي الكلام يا سادة.. حرفنة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف